أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

الصورة مقابل الزمن!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-04-2016

كيف نصف صورنا في كل مرة نعود إليها؟ كيف نحبها وندهش أمام تفصيلاتها الدقيقة، والأهم أمام قدرتها على الاحتفاظ بطزاجة الزمن، نعم احتفاظ الصورة بأشكالنا طازجة وفي منتهى الشباب والعافية هذا ما يجعلنا نحب صورنا، رغم يقيننا بأن كل شيء تغير وأن الزمن مفهوم غير قابل للتجسد أو الوقوع في قبضة أي أحد!

الزمن مفهوم صعب ومتفلت، سريع المرور، وغير قابل للتجدد أو التعويض، فما ينقص منه لا يستعاد وما يذهب لا يمكن تجديده، كالنهر الذي يجري باتجاه معين إلى الأبد، لا يتوقف ولا يعود للوراء ولا يمكن تفكيك أجزائه، هكذا هو الزمن واحد من المطلقات العظيمة في هذا الكون، فالأبد زمن، والأزل زمن، لكن آينشتاين عبر نظريته النسبية يقول، إن الزمن بعد مكاني أيضاً يضبط إيقاع الأحداث في الكون!

الزمن مصطلح يصعب تعريفه إلا لدى علماء الفيزياء، لذلك فنحن نتعامل معه كوجود كامل، لكن بإحساسنا، ومن ثم نقوم بقياسه أو تخمينه أو تحديده عبر آلات ضبط وتحديد الوقت، والزمن كما يراه البعض وجهة نظر أيضاً، فهو نسبي وغير قاطع، فما تعتبره أنت زمناً ثقيلاً أو رديئاً، يشعر به آخرون بشكل معاكس تماماً، وما تتخيله زمناً جميلاً وحالماً يتخيله البعض زمناً كابوسياً، لكن الزمن بالتأكيد يعبر حياة الجميع في ذات الوقت، نراه ونحن نراقب توالي الفصول، وتتالي الليل والنهار، وفروقات التوقيت بين المدن والبلدان التي نعبرها.

شدني الزمن وأنا أعود في نهار واحد من جغرافيا إلى جغرافيا أخرى، أصحو في فندق يبعد آلاف الأميال عن بيتي أتناول إفطاري وأتحرك في ذاك الفضاء، أمر على بائعة خبز فأتهاوى أمام رائحة خبزها وحزن عينيها وتهالك جسدها، أشتري قليلاً وأغادر سريعاً، أمضي وأمضي بلا توقف، تتخطفني حركة السيارات وأصوات محركات طائرة ونداء قائدها وحركة مضيفاتها، ينقذني النعاس من مراقبة الزمن، وإذ أصحو أجدني في جغرافيا أخرى، وبعد قليل من الإجراءات أكون في مطبخ منزلي أفتح صنبور المياه لأغسل بعض حبات الفاكهة، كيف حدث ذلك؟ إنه الزمن، هذا الإعجاز المداهم للحواس!

الصورة هي الإعجاز الحقيقي الوحيد القادر على القبض على الزمن، وحدها الصورة التي تثبت أنني في تمام السادسة والنصف كنت أتناول إفطاري على عجل في أحد فنادق باكو، وأنني في الثامنة مررت في طريقي للمطار ببائعة خبز، وأنني غفوت لساعتين في الطائرة، وأنني عبرت لساعة مطار دبي إلى بيتي، الصورة التي بلا رائحة ولا صوت، ولكن بذاكرة كاملة!

في أحيان كثيرة أرى الصورة معادلاً فيزيائياً لإثبات الزمن، ولذلك أدهشتني تلك التجربة التي قامت بها أربع سيدات بتصوير أنفسهن عبر 40 عاماً، وبشكل منتظم، بعد مرور الزمن الطويل وحدها الصور روت كل الحكاية، حكاية الشباب، والجمال، وتقلبات الدهر، حكاية الألق وتطورات الذوق والأزياء، حكاية القرب والبعد.. الصورة كم تبدو أمراً مذهلاً!