أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

الثقة زيت المجتمعات

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 11-04-2016


يرى بعض المنظرين السياسيين أن الثقة المرتكزة على الأخلاق أهم للمجتمع من القوانين والمؤسسات. لقد وضعت السياسة لأجل تيسير أمور المجتمع، وفي حال فقدان السياسة لهذه البوصلة واستقلالها بأهدافها عن ذلك، تصبح عمليات التحول والتطور إلى الأفضل معدومة الفرص. وحين تغيب الثقة تتعطل مصالح البلد وأدواره الاجتماعية، ويكون كل كيان وفئة جزيرة معزولة وحدها. الثقة هي الزيت الذي يريح مفاصل وحركة المجتمع، وهي أمر رمزي ومعنوي يسهل كل الحركة بين فئات المجتمع أو طبقاته. والسهولة والمرونة تعني التفاعل وانتقال الأفكار من عامة الشعب إلى أعلى، والتشريعات والأوامر كذلك تختفي عنها صبغة القسر والقهر.
لدى الفرد العربي أزمة مع الدولة الحديثة، فمنذ نشأة الدولة العربية قبل ما يقارب قرنا من الزمان، لا يشعر العربي بدوره فيها، ولا امتنانه لها، على عكس ما حدث في الدول المتقدمة، حين شعر الفرد بوجوده كجزء منها، وآمن أن الكيانات السياسة وضعت لخدمته لا لإخافته. عملية بناء الدول عملية معقدة ومستمرة، والمشاركة الشعبية كانت أساسا مهما من أساسيات بناء الثقة. لكن الدول المتأخرة في المجال السياسي، والتي تغيب هذه المشاركة، لديها ألف طريقة لتجميل صورتها، واستخدام القوة والمال لتمرير خطابها وفرضه. لكن كل هذا لا يعوض فقدان الثقة، وأصوات التذمر والسخط القابعة في وجدان الرأي العام، والتي تظل تتحين الفرصة، كي تنفجر وتعبر عن نفسها.
وثقافيا ولدت مجتمعاتنا عبر سياق ثقافة صراعية، سواء الخطاب القبلي أو الخطاب الديني، ففي السابق لم تعرف القبيلة غير منطق القوة، أو الأحلاف الخاضعة له، وكانت سبل التعاون والتفاهم محدودة. كانت الصحراء مسرحا للقوة وحدها، التي تعبر عن نفسها بأشكال متنوعة من الصراع الرمزي أو المادي. كذلك الخطاب الديني المعاصر، ومنذ ولادته، كان معنيا بالصراع مع الآخر البعيد أو القريب. بدا لنا أن العالم كله يتآمرعلينا، وانشغلت مجتمعاتنا بصراع تطرف شديد مع تطرف أقل منه بدرجة واحدة فقط، وتاهت المجتمعات بذلك عن الثقة التي تهبها الطمأنينة، وترشدها إلى كرامة العيش وخيره.
ويعود جزء كبير من تعطيل الثقة إلى دور النخب، فالسياسي محتاج لهذه النخب، والشعب كذلك، بل هي صلة الوصل بين القيادة والشعب. وحين لا ترتضي هذه النخب أداء أدوار صادقة، ينتقل دورها التزييفي فيؤثر على الفئات الشعبية والقيادية، فتغيب الثقة ويخسر الجميع. إن مسألة غياب الثقة في المجتمع تضعفه وتحرمه الرخاء والتقدم الاقتصادي والأمان والحرية، وقد توسع في ذلك فرانسيس فوكوياما في كتابه «الثقة، الفضائل الاجتماعية ودورها في الرخاء الاقتصادي».