أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

ازدواجية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-03-2016


في السلوك المتناقض نقول سلوكيات، وفي التطبيق الأخلاقي المتناقض نقول ازدواجية معايير، وفي اتخاذ جنسيتين أو أكثر للشخص نتحدث عن ازدواجية الجنسية أو الانتماء، وهناك ازدواجية اللغة وازدواجية الشخصية والفكر و... غيرها من حالات الازدواج، التي قد يكون بعضها نتاجاً طبيعياً لظروف ثقافية وسياسية مثلاً، كازدواجية الجنسية في حالات الكوارث والنكبات، وازدواجية اللغة كما في البلدان التي خضعت لاحتلالات طويلة حاول المحتل خلالها اجتثاث ثقافة ولغة الشعوب التي سيطر عليها لصالح لغته وثقافته.

في عالمنا نعاني بشكل أو بآخر؛ فكثيرون ممن حولنا ينتمون لعالم اليوم، تراهم يتسابقون لاقتناء وركوب أحدث وأفخم موديلات السيارات، الساعات، الثياب، يركبون الطائرات ويسكنون أرقى الفنادق الأوروبية، يجلسون في أكثر المقاهي والمراكز التجارية بذخاً وانتماء للفكرة الرأسمالية في أوضح تجلياتها الاقتصادية، لا يقرأون ولا تحوي أدمغتهم إلا ما حفظوه أيام المدرسة؛ لكنهم إذا ما رأوك تدخل مقهى أو مطعماً في أحد فنادق الدولة لتتناول الغداء مع أهلك صرخوا فيك: (هذا مكان فيه منكر!).

وإذا قرأت كتاباً نظروا إليه بازدراء، فهذا كتاب يجب حرقه لما يحويه من الفواحش، مع أنهم لم يقرأوه أصلاً، وإذا استمعت إلى أغنية جميلة، شمروا أكمامهم وبدأوا يسلقون السامع بألسنة حداد؛ فهو لا يصح أو مما اختلف فيه الفقهاء، وهم في حقيقة الأمر أكثر بعداً عما اتفق عليه الفقهاء. هكذا حالهم؛ يوزعون تهم الكفر والفجور والفواحش والانحراف وكأنهم يوزعون صدقات مجانية.

صحيح أن ازدواجية المعايير قضية خطيرة؛ لأن الكيل بمكيالين نوع من التحيز، وهي ممارسة ظالمة تنتهك مبدأ العدالة الذي يقوم على أساس افتراض أن نفس المعايير ينبغي أن تطبق على جميع الناس، لكن من قال إن ازدواجية الشخصية التي يعاني منها كثيرون لا تضعنا في الحالة نفسها، وإنها تربكنا اجتماعياً وتخلخل نظرتنا للعالم وعلاقاتنا ببعضنا؟ وتأملوا حين تبتلى المؤسسات بمديرين ومسؤولين يعانون من الازدواجية ويطبقون أحكاماً على الناس والموظفين هم أبعد ما يكونون عن تطبيقها أو الالتزام بها لمجرد قناعاتهم الشخصية!

هناك تربية يتلقاها البعض، سواء في المنزل أو عن طريق الأفكار التي تتسرب إليهم من جهات مختلفة تسهم في وجود هذا الخلل القيمي لديهم. وهنا نسأل عن دور مناهج التربية في إصلاح هذا الخلل وتقويمه؛ ففي زمن مضى كنا ندرس الموسيقى في المدرسة والفلسفة والمنطق واللغة الفرنسية، وهي علوم لها دور كبير في البناء الثقافي والذهني رغم محدودية الحصص المخصصة لها، حين منعت لأسباب سطوة التيار الديني نهضت الأفكار التي ترى في كل شيء كفراً وفجوراً وغير ذلك، الأمر بحاجة لمناقشة جادة فعلاً.