أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

هل انتهى زمن القراءة؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-03-2016


هناك من الناس من يؤمن بأن زماننا هذا لم يعد صالحاً أو مواتياً للقراءة، ويقصدون بأن ظروف الإنسان (وليست أمواله) لا تعينه على ممارسة القراءة التي تحتاج إلى ترف الوقت كما تحتاج إلى الراحة والسكون والتخلص من كل رغبات اللهاث وراء النزعات والاحتياجات اليومية والدائمة! ي

عتقد هؤلاء أن زمن القراءة الرومانسي قد ولى إلى غير رجعة، وأن القراءة كشغف وكنزعة مثالية لم يعد من السهل إقناع الناس بها، فكما تغير كل شيء في حياة الإنسان كثيابه وأنماط علاقاته وموجهات فكره، فإن القراءة واحدة من الكلاسيكيات الكبرى التي من الصعب استعادة أجوائها هذه الأيام!

إلا أن كل ما يذكره هؤلاء الناس يمكن أن يكون سبباً وجيهاً لحتمية استمرار القراءة وجماهيريتها على الدوام، فنزعة الإرهاب والعنف - مثلاً - عند كثير من الجماعات، وتحول هذا الإرهاب إلى سمة عالمية، لا يعني نهاية عصر الإنسان وبزوغ عصر الوحش، ولا يعني تسليمنا للخراب، بل يعني ضرورة العمل لأجل السلام والسلم العالمي والدفاع بقوة عن حقوق الأطفال والنساء والمشردين والجوع و...!

لا يمكن أن تصل الإنسانية إلى الإيمان بفكرة نهاية زمن القراءة، فطالما بقي الإنسان على الأرض سيظل شغف المعرفة يراوده، وطالما بقي كتاب على وجه الأرض سيتوق الإنسان بفضوله الفطري إلى لمسه وفتحه وقراءته.

لقد كتب الروائي العظيم (يوسا) مرة إجابة عن هذا السؤال: هل من ضرورة لأن نقرأ الأدب؟، قائلاً: لا شيء يحمي الإنسان من الغباء والكبرياء والتعصب والتمييز الديني والسياسي والقومي أفضل من قراءة الأدب! يؤمن (يوسا) أن قراءة الأدب العظيم والرصين في غاية الضرورة لأنه يؤكد أن الرجال والنساء من كل الأمم متساوون بشكل أساسي.

وأن الظلم بينهم هو ما يزرع التفرقة والخوف والحروب، وأنه لا يوجد من يعلمنا ذلك أفضل من الأدب، يكشف لنا هذا الأدب أنه رغم الفروق العرقية والاجتماعية، إلا أن الجنس البشري ثري ورائع وقادر دائماً على التعايش وتبادل المعرفة وبناء أعرق الإنجازات ولا يوجد مثل الأدب لكي يمجد هذه الفروق بوصفها مظهراً من مظاهر الإبداع الإنساني.

 نحن نقرأ لتتحول الكتب في داخلنا الى خميرة صالحة لزيادة عجيننا الإنساني ولتتفاعل داخلنا، تزيدنا وتعيد تشكيلنا في مصهر الحياة، لتحولنا إلى أشخاص جميلين كقطع حلوى أو كخبز طازج وشهي، وبالفعل يصير القارئ شخصاً مختلفاً حين يداوم على القراءة، يصير شخصاً أقرب للعقل وللروح وللذوق، يصير واسعاً كمحيط، وهادئاً كبحيرة.

وخاصة حين يعيد انتاج ما قرأه من كتب على شكل ثقافة وسلوك وتعامل إنساني عظيم! قراءة الأدب أمر ضروري، والفلسفة والدين والتاريخ والجغرافيا البشرية وانثربولوجيا الثقافة والسياسة.. ماذا أيضاً؟ مواضيع المعرفة تشبه الكون ولا نهاية لحدود القراءة!