أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

في الحب والمحبة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-02-2016


في الحب والمحبة كتب وقصائد وكلام كثير، يمكنه أن يتوزع على مفردات ومعانٍ وثنائيات، فأنت تحب منذ أن تفتح فمك باكياً في أول خروجك للحياة، وأنت تبكي حباً لا لشيء آخر، أنت تبكي لأنك فارقت بيتك الجنيني الذي اعتدته لتسعة أشهر، وفيه عرفت أمك وحفظت صوتها وضحكتها، ولطالما ترفست قدماك بكل حرية في ذلك الماء الذي كنت تظنه محيطاً أو بحراً خلق لأجلك، أنت تبكي ذلك العالم الذي اعتدته طويلاً، ذلك المنزل الأول الذي سيظل يمنحك أعلى درجات الحب والتقييم بلا مقابل لأنه يحبك كما أنت!

نحن نتعلم الحب أولاً، ثم ننمو به ومعه، فنحب أنفسنا، بيتنا، لعبنا، والدينا، إخوتنا، أصحاب اللعب وزملاء المدرسة، نتعلم كيف نجتذب اهتمام من نحب، وأحياناً تجعلنا الظروف نتطرف فنعتقد أن المحبة تَمَلُّك، وحينها نغار وندخل في حروب خفية ونحزن، وقد نبكي أحياناً، كل ذلك يعني أننا ندرب قلبنا ليتنفس ملء الدنيا وينمو قدر استطاعته، لكن قبل كل شيء، إن لم نحب أنفسنا فلن نتمكن من حب أي أحد آخر أو أي شيء خارجنا، سنظل حبيسي فكرة قاتلة!

ما هي تلك الفكرة وكيف تتولد أو تنمو فينا؟ إنها فكرة يولدها الخارج عادة، الأسرة، المعلمون في المدرسة، وزملاء الدراسة الابتدائية، فحين قرر ذلك الأب أن يزور ابنه في المدرسة ويتعرف جيداً إلى طريقة تعامله مع زملائه، طلب من المعلمة أن تأذن له بدخول الفصل، وفعلاً وافقت المعلمة..

وفي الفصل وجد هذه المعلمة قد وضعت بطاقات على ظهور الطلاب، تحمل صفات معينة كطريقة ثواب وعقاب عجيبة، لكن لطالما اتبعها بعض المعلمين، فعلى ظهر أحدهم كُتِب (أنا ذكي) وعلى ظهر آخر كتب (أنا نظيف) وآخر (أنا غبي) و(أنا كسلان) و(أنا مجتهد) وهكذا، لحظتها قرر الوالد أن يخرج ابنه من تلك المدرسة، وقد كان محقاً في قراره!

لن يحب ذلك الطفل نفسه يوماً، ولن يقيّمها التقييم العالي الذي يستحقه ويدفعه للأفضل، طالما قَبِل أن يمشي بين زملائه حاملاً تصنيفاً حقيراً منحته له معلمته التي ينظر إليها باعتبارها قدوة وباعتبارها الأفضل والأكثر فهماً وعلماً، سيظل طوال حياته ينظر لنفسه أنه غبي وحمار، هذه البطاقات التعريفية المسيئة تقتل كل رغبة في أن يكون الإنسان كائناً أفضل، كما تقتل في زملائه أي رغبة في الصداقة أو حتى في التعاطف!

نحن نحب أنفسنا لأن هناك من يجعلنا ننظر لهذا الحب باعتباره حقاً وحاجة وضرورة، لأنه سيتحول في كل حياتنا إلى خزان لا ينضب، ننهل منه لحاجة ذواتنا ولنمنح الآخرين، ولنتعامل به مع كل ما يحيط بنا. نعم، هناك ممن نحب أشخاص غير كاملين مثلنا تماماً، فالكمال ليس من صفات البشر أصلاً، لكن النقصان فيمن حولنا أو في أصدقائنا لا يجوز أن يتحول إلى بطاقة تعريفية نلصقها بهم طول العمر!

في المحبة أيضاً، عليك أن تقبل من تحبه كباقة ورد، وأن تنظر له انطلاقاً من فكرة أن في الباقة وروداً وأوراقاً ونباتات خشنة أو جافة وحشائش صغيرة، لكنها معاً تشكل تلك الباقة الحلوة.