أحدث الأخبار
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد

كيف نبدو في هذا الفضاء؟!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-01-2016


في مجتمعات تصف نفسها بالمحافظة -كمجتمعاتنا- يبدو غريباً نزوع الكثيرين والكثيرات نحو الاستعراض العلني لكل شيء، لممتلكاتهم، لتفاصيل حياتهم وعلاقاتهم الشخصية، أطعمتهم، غرف نومهم، ثيابهم، حليهم..، وفي الحقيقة فإن حالة الاستعراض هذه تكشف عن تغير جذري في أنماط التفكير والقناعات عند الناس لا ينسجم تماماً مع وصف المحافظة!

صحيح أن تشارك الصور لم يعد محصوراً على أحد، خاصة بعد أن أصبحت تطبيقات مثل الانستغرام والسناب شات جزءاً لا يتجزأ من يوميات معظم الناس، إلا أن الفكرة الاجتماعية ليست واضحة للجميع، فهناك من يعبث وهناك من يُوظّف هذه التطبيقات بشكل مثالي وهناك من حوّلها إلى أداة تواصل فعال بين أفراد العائلة والأصحاب من خلال ما يُعرف بالمجموعات أو الجروبات، إلا ان هناك من لا يزال حائراً متخبطاً لا يريد أن يفوته شيء لكنه في الوقت نفسه لا يعرف ماذا يقول أو يُقدّم!

في المجتمعات التي تُصر على أنها محافظة ــ دون أن تُفرّق بين التحفظ والمحافظة ــ يظهر البعض على وسائل التواصل باستمرار وبإصرار ثابت، سواء كان لديهم شيء يقولونه أو يقدمونه أو لا، ليتفرجوا على ما يحدث في هذا الفضاء المسيطر على اهتمام الجميع، وليكونوا في قلب الحدث وحتى لا يفوتهم شيء، والأهم ليقولوا للمحيطين بهم إنهم مواكبون للتطور وإنهم حداثيون ويعملون باستمرار لتحديث أنظمة حياتهم وبرمجة أفكارهم واهتماماتهم بما يتفق وتوجهات المجتمع أو المجموع، فكثيرون ممن نتعامل معهم لا يحتملون أن يُغرّدوا خارج سرب الجماعة أو يكونوا بعيدين عن خط سيرها!

يكشف هذا الفضاء ــ برغم هشاشته وعدم عمقه ــ الحالة الاجتماعية لمجتمعات لطالما تغنت بانسجامها وتماسكها الاجتماعي وبعاطفيتها الطاغية وتكاتفها والدفء المسيطر على علاقات أفرادها، فإذا بمواقع التواصل تُظهر العكس تماماً، حيث فسّر علماء الاتصال حالة الإدمان عليها بأنها دليل على حياة الوحدة أو التوحد والجفاف العاطفي، حالة تدفع بآلاف من الرجال والنساء، الشباب والفتيات إلى إقامة علاقات عميقة مع كائنات فضائية وفتح كل ملفاتهم الشخصية وأسرارهم أمام هؤلاء دون أدنى تفكير! وهنا يثور سؤال منطقي: أين ذهبت المحافظة؟

يكشف هذا الفضاء أيضاً عن ازدواجية الناس الذين طالما قدّموا أنفسهم بأشكال رصينة ومتوازنة ومتقبلة للرأي الآخر فإذا بهم على مواقع التواصل يخوضون حروباً تحت شعارات طائفية ومذهبية وعرقية، وإذا بهم يقولون ما لا يؤمنون وإذا بهم لا يحتملون رأياً ولا كلاماً مختلفاً لما يطرحون، وإذا بكثيرين يمتلكون قاموساً لغوياً لا يمت بصلة لأناقة القاموس العلني الذي يستعملونه في الحياة العامة عادة!