رأت دولة الإمارات العربية المتحدة، أن ايجاد مخزون استراتيجي عربي للأغذية لمواجهة أزمة الغذاء العالمية هي "ضرورة ملحة"، داعية إلى وضع وتنفيذ استراتيجية لبناء تكامل زراعي عربي يساعد في بناء هذا المخزون الاستراتيجي .
وقال الدكتور راشد أحمد بن فهد، وزير البيئة والمياه في كلمة له بمناسبة يوم الزراعة العربي الذي يصادف اليوم 27 من سبتمبر، تحت شعار "مخزون استراتيجي عربي للأغذية لمواجهة أزمة الغذاء العالمي"، إن "الأزمات الغذائية التي يشهدها العالم، سواءً الناتجة عن عوامل طبيعية كالتصحر والجفاف وشح الأمطار أو عوامل بشرية كالأزمات السياسية والنزاعات المسلحة والتزايد السكاني المطرد، تجعل من مسألة بناء مخزون استراتيجي عربي للأغذية ضرورة ملحة".
وأضاف أن "الدول العربية مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بتكثيف جهودها المشتركة لتحقيق هذا الغرض، وخفض اعتمادها على الأغذية المستوردة من أجل تقليل الفجوة الغذائية التي وصلت إلى نحو 35 مليار دولار في عام 2012"، مؤكدا أن الوطن العربي يزخر بثروات زراعية وحيوانية وسمكية كبيرة قادرة على توفير الغذاء للعالم العربي في كل الأوقات وسد الفجوة الغذائية التي يعانيها.
وعزى الوزير بن فهد الصعوبات التي تواجه بناء الاستراتيجية المخزون الغذائي، إلى محدودية المياه وانخفاض كفاءة استخدامها التي يواجهها قطاع الزراعة العربي، مشيرا إلى أن "المنطقة العربية في سبيل تحقيق أمنها الغذائي بحاجة إلى توفير ما يقارب 550 مليار متر مكعب من المياه سنوياً في 2025 في حال استمرار معدلات النمو السكاني الحالية، وهو ما يعادل كميات تزيد على ضعف المتاح حالياً من المياه والتي تصل إلى 5 .257 مليار متر مكعب سنوياً".
وشدد وزير البيئة والمياه على أن بناء مخزون استراتيجي عربي للأغذية لمواجهة أزمات الغذاء العالمية "يتطلب بالضرورة إلى تطوير السياسات الزراعية وسياسات الأمن الغذائي بصورة تحقق التكامل بين بلدان الوطن العربي، وأن تطوير تلك السياسات يجب أن يرتكز على مبادئ الإدارة المتكاملة للتنمية الزراعية والإدارة المتكاملة للموارد المائية بدءً بمدخلات الإنتاج وتعزيز قدرات أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة وتحسين خدمات التوعية والإرشاد الفني وتعزيز قدرات القطاع الزراعي على التكيف مع التغيرات المناخية، مروراً بتعزيز البحوث الزراعية وإدخال أنماط زراعية مستدامة كالزراعة العضوية والزراعة من دون تربة ونقل التكنولوجيا لرفع مستوى الإنتاجية مقارنة بوحدة المساحة، وانتهاء بتطوير نظم التخزين والنقل والتسويق الزراعي وزيادة القدرة التنافسية".