بصورة عقيمة ومظهر "بروتوكولي" عادي خالٍ من أي تفاعل حقيقي، التقت لجنة الصداقة مع برلمانات الدول الآسيوية في المجلس الوطني الاتحادي، وفدا برلمانيا من الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية.
وخلال اللقاء، طرح الوفد الكوري العديد من المقترحات والرؤى التي تعزز العلاقات البرلمانية بين البلدين، وتبادل الخبرات والتنسيق المواقف بالمحافل الدولية، في حين اقتصرت مشاركة أعضاء لجنة الصداقة بالوطني الاتحادي التأكيد على تعزيز العلاقات البرلمانية، وتبادل الخبرات والتنسيق، ما يشير إلى خلو تلك اللجنة وأعضائها من أي صلاحية لممارسة دورهم المعتاد في المجلس.
وأشاد الوفد الكوري بعلاقات التعاون والشراكة القائمة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية والنقل والطاقة والتكنولوجيا والبيئة، وأهمية أن تنعكس هذه الشراكة على إحراز التقدم الاقتصادي المنشود لكلا البلدين، لافتاً إلى أن جمهورية كوريا تعد من أبرز شركاء دولة الإمارات التجاريين في آسيا.
كما تم خلال اللقاء التطرق إلى التعاون بين البلدين في مجالي الهيدروجين وتحلية المياه، وتطوير مشاريع الهياكل الأساسية، والتعاون في مجال النقل العام، بما يتماشى مع المدينة الذكية، ونموذج التنمية الحضرية.
وأشاد اللقاء بالتعاون الثنائي من خلال اتفاقية إنشاء محطة "براكة" للطاقة النووية السلمية في عام 2009، وعملية تشغيل المحطة الأولى في أبريل 2021.
وخلال السنوات الماضية، نجحت الحكومة الإماراتية من "تحجيم التطور المأمول" في مسيرة المجلس الوطني الاتحادي (البرلمان)، على حد وصف ناشطين، وصدرت الكثير من القوانين التي قيدت دوره وقلصت من صلاحياته، وكبلت أعضاءه ومهامه، وقزمت أدواره وعزلته عن الشعب الإماراتي، وتدخلت في كل تفاصيل عمله، حتى بات أعضاء المجلس يناقشون توضيحات الحكومة دون أن يكون له الحق برفض أي من الاتفاقيات والمواقف الدولية.
إذ لا تزال السلطة التنفيذية وجهاز الأمن يصران على السيطرة على المجلس الاتحادي رغم أنه سلطة من المفترض أن تكون مستقلة تماما في توزان دقيق مع بقية سلطات النظام السياسي في الدولة وأن تكون مكونا طبيعيا لهذا النظام، ولكن المجلس الوطني وطوال 4 عقود ظل في قبضة السلطة التنفيذية تتحكم فيه كيفما تشاء وتوجهه أينما تشاء.
ولم يكتف جهاز الأمن والسلطة التنفيذية بعدم منح المجلس صلاحيات دستورية في الرقابة والتشريع، بل قاما بتضييق الجزء اليسير مما كان يمارسه المجلس إلى حدود دنيا.