قالت صحيفة جرائرية، إن الإمارات وفرنسا ودول أخرى تتعمد وضع الكثير من العراقيل أمام استعادة الأموال الجزائرية المنهوبة في الخارج.
ونقلت صحيفة "الجزائر1" عن وكيل الجمهورية لدى المحكمة حسين داي قوله، إن بلاده ستعمل على استرجاع الأموال المنهوبة، غير أن بعض العراقيل الدولية حالت دون ذلك. خاصة في مجال التعاون القضائي الدولي حيث يتم ترك الاجراءات على جهة قضائية واحدة.
وكشف وكيل الجمهورية الجزائري، أنه من بين العراقيل التي تقف في وجه الحكومة الجزائرية في استرداد الأموال، هي غياب الاتفاقيات الدولية الثنائية. حيث يصبح الإحتكام إلى الإتفاقيات مكافحة الفساد التي تعد حاجزا في استرداد الأموال المحجوزة.
وأضاف أن طلبات التعاون القضائي الدولي تتضمن معلومات عن الأشخاص والوقائع والممتلكات والتعرف على العائدات الاجرامية. وتحديد هوية الأشخاص وعند التوصل إلى الأموال نطلب تجميد الاموال او الارصدة او الحسابات البنكية.
ولفت إلى أن عدد الإنابات القضائية الدولية الصادرة هي 53 إنابة قضائية دولية موجهة أساسا لسويسرا، فرنسا، اسبانيا، إيطاليا، لوكسمبورغ، ايطاليا، بنما، ايلندا الشمالية، الصين،. وكذا الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، الامارات العربية، مؤكدا أنه يتم السهر على استرداد الاموال.
وفي غياب أرقام رسمية، يقدّر اقتصاديون جزائريون حجم الأموال العمومية المبددة بـ200 مليار دولار خلال فترة حكم بوتفليقة، في حين قدّر آخرون قيمة الأموال العمومية المهربة إلى الخارج خلال نفس الفترة بما لا يقل عن 24 مليار دولار.
ويقبع العديد من رجال الأعمال متهمين بنهب الأموال وتهريبها رهن الحبس المؤقت، كانوا قبل بداية الحراك الشعبي الجزائري محسوبين على محيط الرئيس الأسبق بوتفليقة، في حين لا تزال التحقيقات القضائية جارية قادت بعض المسؤولين إلى السجن كانوا على صلة بالفساد.
وتعمل أبوظبي في الفترة الأخيرة على الضغط على الجزائر بسبب ابتعادها عن سياسات أبوظبي، وإرساء علاقات طيبة مع تركيا وحليفتها قطر، وتنسيق جهودهما في عدد من الملفات.
وكشف الموقع الفرنسي “مغرب انتليجنس” في أحدث تقرير نشره على موقعه الإلكتروني أن أبوظبي تتحرك ضد الجزائر، وتعمل على ممارسة ضغوط على قيادتها بسبب عدد من المواقف لم ترض ساسة الإمارات.
وتشهد العلاقات بين الجزائر والإمارات توتراً، على خلفية تعزيز أنقرة موقعها في ضفة البحر الأبيض المتوسط، وهو ما اعبترته الإمارات تهديداً لطموحاتها التوسعية في المنطقة.
وبلغ التوتر مع أبوظبي ذروته بعد تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون حول الدول العربية التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل
وأشار الموقع الفرنسي إلى أن التوتر الحاصل بين البلدين يعود للصيف الماضي عندما ندد الإماراتيون بوضوح بتقارب الجزائر مع مواقف تركيا بشأن الملف الليبي، وبعض الملفات الإقليمية الأخرى في المنطقة.
وكانت علاقات الإمارات والجزائر في أحسن رواق في عهد الفريق أحمد قايد صالح قائد الجيش الجزائري الراحل. لكن منذ وصول تبون إلى السلطة، وتقاربه من محور تركيا وقطر، انجرفت العلاقة إلى حرب باردة خطيرة.