في الوقت الذي تركزت التغطية الإعلامية على صفقة الأسلحة الأمريكية للإمارات، على طائرات "إف 35" الشبحية، لأنها ستكون المرة الأولى التي تحصل عليها دولة شرق أوسطية، باستثناء إسرائيل، لكن الصفقة التي تبلغ قيمتها 23 مليار دولار تضم أيضاً بيع طائرات مقاتلة بدون طيار من طراز ريبر، في مخالفة صريحة لاتفاقية نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ التي وقعت عليها واشنطن من قبل.
"الصفقة "الملغومة" -كما أصبحت توصف بعد اللغط الضخم الذي أحاط بها- جاءت في إطار صفقة التطبيع الإماراتي- الإسرائيلي في صيف العام الماضي، بمعنى أنها كانت الجزرة التي قدمتها إدارة ترامب لأبوظبي لتسريع الإعلان عن اتفاق التطبيع مع تل أبيب، لكن تقريراً لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني ألقى الضوء على دافع آخر، ربما يكون السبب وراء مضي إدارة بايدن قدماً في تلك الصفقة بعد تعليقها مؤقتاً للمراجعة.
فعلى مدار سنوات اضطرت القوى الإقليمية في الشرق الأوسط أن تلجأ إلى بكين، مُصدّر الطائرات المسيّرة الكبير، من أجل تلبية احتياجاتها الأمنية، في ظل منعها من الحصول على الطائرات أمريكية الصنع، وبالتالي فإن إعلان إدارة بايدن أنّها ستمضي قدماً في صفقة الأسلحة مع الإمارات العربية المتحدة، من المحتمل أن يؤدي إلى تخفيف قبضة الصين على سوق الطائرات المسيرة بالمنطقة، بحسب تقرير الموقع البريطاني.
وتتضمن الصفقة التي اتفق عليها ترامب خلال آخر أيامه في المنصب بيع 18 طائرة مسيّرة من طراز ريبر MQ-9B، ومن المقرر تسليمها إلى الإمارات خلال النصف الثاني من العقد الجاري.
وكانت الولايات المتحدة مترددةً في بيع الطائرات المسيرة المسلحة إلى الدول الحليفة في المنطقة، نظراً لأنّها من الموقعين على نظام التحكم في تكنولوجيا الصواري (MTCR)، وهي الاتفاقية التي تهدف إلى منع انتشار الطائرات المسيرة نظراً للتدمير الكبير والمخاطر البشرية التي تمثلها.
مخاطر حصول الإمارات على الطائرات المسيرة
ويشكك المحللون في أنّ شراء الإمارات للطائرات أو تصدير الولايات المتحدة للطائرات إلى المنطقة سيُخرِج الصين من السوق.
وقال جيمس روجرز، من مركز دراسات الحرب في جامعة جنوب الدنمارك، لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني: "لا أعتقد أنّ هذه الخطوة ستُمثّل نهاية مبيعات الطائرات المسيرة الصينية في المنطقة. ورغم سوء سمعة طائرات كاسك رينبو من ناحية الاعتمادية، فإن طائرات وينغ لونغ 2 التي تحمل صواريخ بلو أرو7 كانت تستخدم بفاعليةٍ تدميرية منذ فترات طويلة في ليبيا.
وأضاف :"هذا التصور، إلى جانب أفضلية الأسعار التنافسية، سيضمن استمرار طائرات وينغ لونغ 2 باعتبارها خياراً ميسور التكلفة لأي دولة لا تزال خارج قائمة المشترين المفضلين لدى الولايات المتحدة".
في حين أشار توماس أبي حنا، محلل الأمن العالمي في Stratfor، إلى أنّ طائرات وينغ لونغ 2 المسيرة أثبتت أنّها "أداةٌ فعالة" في ترسانة الإمارات، مشيراً إلى أنه ربما تسعى الإمارات أيضاً إلى الحصول على الطائرات المسيرة الإسرائيلية، خاصةً بعد إقامة العلاقات بين البلدين.