اتهم محققو الأمم
المتحدة في تقرير صدر يوم الأربعاء (5-3) أطراف الحرب الأهلية جميعا في سوريا باستخدام
أساليب القصف والحصار لمعاقبة المدنيين, وحمّل تقرير المحققين القوى الكبرى مسؤولية
السماح باستمرار مثل جرائم الحرب هذه.
وأصدرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة تقريراً حديثا لها وثقت فيها ما
يحدث في سوريا من فظائع وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، داعية إلى إحالة
الانتهاكات الجسيمة
لقواعد الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي هذا السياق حمل "باولو بينيرو" الذي يرأس لجنة
التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا في مؤتمر صحفي مجلس الأمن مسؤولية السماح
للأطراف المتحاربة بانتهاك هذه القواعد مع الإفلات من العقاب.
وأشار إلى أن
هناك انتهاكات صارخة وثقها الفريق من استخدام سلاح الحصار, ومنع المعونات الإنسانية
والغذاء والمواد الضرورية مثل الرعاية الطبية والمياه النظيفة أجبر الناس على الاختيار
بين الاستسلام والموت جوعا.
وقال التقرير الذي
جاء في 75 صفحة ويغطي الفترة من 15 من يوليو تموز إلى 20 من يناير كانون الثاني هو
السابع الذي تصدره الأمم المتحدة منذ تشكيل لجنة التحقيق في سبتمبر أيلول عام 2011
بعد ستة أشهر من بدء الانتفاضة على الأسد, ن قوات
الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت سلاح الحصار والقصف بلا هوادة لمدنا بكاملها
منها حمص القديمة التي حاصرتها وقصفتها بلا هوادة وحرمتها من الغذاء في إطار حملة
"الجوع حتى الركوع".
كما أكد التقرير إلى استخدام سلاح الجو السوري للبراميل متفجرة
التي أسقطها على حلب "بكثافة صادمة" مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين وإصابة
الكثير.
وفي جانب أخر كشف
التقرير أن قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد لا سيما المقاتلين الإسلاميين
الأجانب بما في ذلك جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تستلهم نهج تنظيم
القاعدة كثفت الهجمات على المدنيين فضلا عن احتجاز الرهائن وإعدام السجناء وتفجير السيارات
الملغومة لبث الرعب.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لم يسمح للمحققين بالذهاب إلى سوريا لكن أحدث النتائج
استندت إلى 563 مقابلة جرت عبر سكايب أو الهاتف مع ضحايا وشهود لا يزالون في البلاد
أو مقابلات شخصية مع لاجئين في الدول المحيطة.
واتهم فريق التحقيق
الذي يضم 24 محققا من بينهم كارلا ديل بونتي محققة الأمم المتحدة السابقة في جرائم
الحرب جميع الأطراف بأنها انتهكت قواعد الحرب المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف.
وأوضح التقرير إنه
على الرغم من أن قوات الحكومة المدعومة بقوات أجنبية من حزب الله اللبناني وميليشيات
عراقية استطاعت أن تحقق بعض المكاسب إلا أنه لفت إلى أن القتال وصل إلى مرحلة من اللاحسم
مما تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة.