أثار أمير منطقة مكة المكرمة غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بعد استقباله السفير الفرنسي لدى السعودية، بالتزامن مع حملة فرنسية للإساءة إلى النبي محمد والإسلام، قابلتها موجة مقاطعة إسلامية للمنتجات الفرنسية.
ونشرت وكالة "واس" الحكومية السعودية، خبر استقبال أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، السفير الفرنسي لدى السعودية لودفيك بوي، وقالت إنهما تبادلا أحاديث "ودية".
وأشارت الوكالة إلى أنهما ناقشا خلال الاجتماع، "الموضوعات ذات الاهتمام المشترك"، دون مزيد من التفاصيل.
ونشرت إمارة منطقة مكة على "تويتر" خبراً مقتضباً عن اللقاء، وعلق عليه السفير الفرنسي باللغة العربية قائلاً: "أشكر صاحب السمو #خالد_الفيصل، أمير منطقة مكة، على استقباله الحار اليوم في مقر الإمارة. تشرفت بهذا اللقاء الودي بمناسبة زيارتي الأولى لجدة".
وفي التغريدة ذاتها، شنَّ نشطاء موقع التواصل الاجتماعي هجوماً واسعاً، حيث علق أحدهم قائلاً: "أحاديث ودية وهم يسيئون للرسول، (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ)".
وعلَّق ماجد الحربي بقوله: "نثق بحكمة سمو الأمير وغيرته على دينه، لكن كان الأَولى مطالبة ماكرون بالاعتذار وعدم تكرار ما صدر من تصريحات... بعدها يجي وقت الأحاديث الودية!".
أما محمد الكدهي، فقد اعتبر ما حدث انتقاصاً من الإسلام، قائلاً: "في الوقت الذي كنا نتوقع أن يتم استدعاء السفراء والاحتجاج من بلاد الحرمين الشريفين على الإساءة لنبي الإسلام والدين الحنيف؛ فإذا بهم أحاديث ودية وتنسيق عالٍ لزيادة مواجهة تركيا".
فيما قال هاني الشمري: إن الجميع كانوا ينتظرون منه "تحميله رسالة تطالب فرنسا باعتذار وإلا قطع العلاقة التجارية ومنع تصدير البترول والغاز وسحب السفراء على أقل تقدير ومن باب أضعف الإيمان".
والأربعاء الماضي، قال الرئيس الفرنسي في تصريحات صحفية، إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" (تعود للمجلة الفرنسية شارلي إيبدو)، والمنشورة على واجهات المباني بعدة مدن فرنسية، بينها تولوز ومونبولييه (جنوب).
وخلال الأيام الأخيرة، زادت الضغوط والمداهمات التي تستهدف منظمات المجتمع المدني الإسلامية بفرنسا؛ على خلفية قتل معلم عرض على تلاميذه تلك الصور بإحدى ضواحي باريس.
وأثارت تصريحات ماكرون ردود فعل واسعة في الشارعين العربي والإسلامي، وخرجت دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية ردّاً عليها.