صعدت أسعار النفط الخام في بداية التعاملات الأسبوعية، مدفوعة بحزم التحفيز الاقتصادية لعدد من الاقتصادات حول العالم، وسط آمال بانتعاش الطلب.
ولا يزال الطلب العالمي على الخام متذبذبا مع هبوط الطلب على الاستهلاك، والذي يظهر في بيانات أسعار المستهلك العالمية، إذ يسجل انكماشا في عدد من الاقتصادات.
وبحلول الساعة 8:00 بالتوقيت العالمي صعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم نوفمبر أكثر من 1%، لتصل إلى 46.33 دولارا للبرميل قرب أعلى مستوى في 5 أشهر.
كما صعدت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم أكتوبر/تشرين الأول بنسبة 0.76% أو 33 سنتا لتبلغ 43.30 دولارا للبرميل.
ورغم تحسن أسعار النفط مقارنة بأدنى مستوى في عقدين والمسجل في أبريل/نيسان الماضي فإنها تبقى بعيدة عن سعر التوازن في موازنات كبار المنتجين في أوبك البالغ 70 دولارا كمتوسط، وفقا لوكالة الأناضول.
ومن المنتظر أن ينهي برنت أغسطس الحالي محققا زيادة في الأسعار للشهر الخامس على التوالي، في حين يتجه خام غرب تكساس الوسيط للارتفاع للشهر الرابع، بعد أن بلغ أعلى مستوى في 5 أشهر عند 43.78 دولارا في 26 أغسطس حينما ضرب الإعصار لورا الأراضي الأميركية.
ويقول محللون إن أسعار النفط تلقت الدعم من ضعف الدولار الأميركي، وأظهر مسح اليوم ارتفاعا مفاجئا في نشاط قطاع الخدمات في الصين، حتى في الوقت الذي يواجه فيه الطلب على الوقود صعوبات للتعافي في ظل جائحة فيروس كورونا، وفي الوقت الذي تظل فيه الإمدادات وفيرة.
ويحذر المحللون من عقبات أمام تقدم أسعار الخام، حسب رويترز.
وتظهر البيانات أن واردات الصين من الخام ستنخفض في سبتمبر المقبل للمرة الأولى في 5 أشهر، إذ تم تخزين كميات قياسية من النفط داخل وخارج أكبر مستورد للنفط في العالم.
توقعات
توقع غولدمان ساكس (Goldman Sachs) أن ترتفع أسعار برنت في 2021 إلى 65 دولارا للبرميل في الربع الثالث من 2021، وأن يسجل في المتوسط 59.40 دولارا خلال العام، بفضل شح أكبر في سوق النفط مع اكتساب التعافي الاقتصادي من الركود الناجم عن فيروس كورونا زخما بفضل مع احتمالات التوصل إلى لقاح.
وقال البنك في مذكرة بتاريخ 30 أغسطس الحالي إن صعود أسعار العقود طويلة الأمد يعكس تحسن توقعات النمو العام المقبل.
وأضاف أن "ثمة احتمالا متناميا لتوافر لقاح على نطاق واسع بداية من الربيع المقبل، مما يسهم في دعم النمو العالمي والطلب على النفط، ولا سيما وقود الطائرات".
وتوقع البنك أن يرتفع الطلب 3.7 ملايين برميل يوميا من يناير إلى أغسطس العام المقبل.
كما توقع أن تقل الإمدادات في 2021، إذ من المرجح أن تبقي أوبك بلس (+OPEC) على حصصها للإنتاج دون تغيير في النصف الثاني من 2020، في حين يظل تعافي نشاط النفط الصخري محدودا.
وقلصت أوبك بلس حجم تخفيضات الإنتاج إلى 7.7 ملايين برميل يوميا الشهر الجاري من مستوى قياسي عند 9.7 ملايين برميل يوميا، أي ما يعادل 10% من الإمدادات العالمية، بين مايو/أيار ويوليو/تموز الماضيين، للمساعدة في تحقيق توازن بين العرض والطلب المنهار.