أظهر تقرير من وزارة المالية بشأن الأداء الفصلي للميزانية، أن السعودية سجلت عجزا بلغ 109.2 مليار ريال (29.12 مليار دولار) في الربع الثاني من العام الحالي، مع تضرر الخزانة العامة من هبوط أسعار النفط.
وألحقت أزمة فيروس كورونا ضررا بالقطاعات غير النفطية في أكبر مصدًر للنفط في العالم هذا العام، وهو ما يفاقم التأثير الناتج عن مستويات تاريخية منخفضة لأسعار الخام على الاقتصاد.
وتراجعت الإيرادات النفطية لأكبر مصدر للنفط في العالم بنسبة 45 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثاني إلى 25.5 مليار دولار، في حين هبط مجمل الإيرادات 49 بالمئة إلى حوالي 36 مليار دولار.
وأظهر التقرير، أن مجمل النفقات في الربع الثاني انخفض 17 بالمئة على أساس سنوي إلى نحو 65 مليار دولار.
وفي مواجهة ركود حاد هذا العام، استحدثت السعودية إجراءات مثل إيقاف بدل غلاء المعيشة لموظفي الدولة ومضاعفة ضريبة القيمة المضافة بمقدار ثلاثة أمثال إلى 15 في المئة لتعزيز الإيرادات.
وقدًر صندوق النقد الدولي، أن الاقتصاد السعودي قد ينمكش بنسبة 6.8 بالمئة هذا العام، وهو رقم قال مسؤولون سعوديون إنه ”متشائم“.
وقال خبراء اقتصاديون، إن الزيادة الحادة في ضريبة القيمة المضافة قد تعطل التعافي مع رفع القيود الرامية للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأظهر تقرير وزارة المالية إن السعودية، التي سجلت عجزا في الميزانية بلغ تسعة مليارات دولار في الربع الأول من هذا العام، جمعت 12 مليار دولار من الأسواق الدولية حتى الآن هذا العام، واقترضت 41.1 مليار ريال (10.96 مليار دولار) من السوق المحلية.
وقال وزير المالية محمد الجدعان هذا الشهر، إن المملكة تخطط للذهاب إلى سوق الدين الدولية مرة واحدة على الأقل هذا العام.
الاحتياطيات
وأظهرت بيانات الميزانية أنه بالإضافة إلى الاقتراض، استخدمت الحكومة حوالي 13 مليار من الاحتياطيات الحكومية في الربع الثاني لتمويل العجز. وذلك الرقم يتماشى إلى حد كبير مع سقف السحب من الاحتياطيات البالغ 32 مليار دولار الذي تستهدفه الحكومة للعام الحالي.
لكن في الفترة بين مارس وأبريل ، استخدمت المملكة 40 مليار من الاحتياطيات الأجنبية لدعم استثمارات في الخارج لصندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوقها السيادي للثروة.