قالت شركة أرابتك القابضة المدرجة في سوق دبي المالي إن الخسائر المتراكمة عليها بلغت 671.3 مليون درهم (نحو 183 مليون دولار)، وتشكل ما نسبته 44.7% من رأسمالها البالغ 1.5 مليار درهم.
ويعتقد خبراء أن هذه النسبة التي تقترب من 50%، تستلزم من "أرابتك" البحث عن خيارات مالية لتتجنب الأسوأ، خاصة في ظل ظروف انتشار فيروس كورونا الذي أجبر الشركة على تسريح آلاف العمال والموظفين.
وأوضحت أرابتك -أكبر شركة مقاولات في الإمارات ومقرها دبي- أن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى بلوغ هذه الخسائر المتراكمة هي محدودية السيولة في قطاع العقارات والإنشاءات، وهو ما أدى إلى حالات تأخير في تحصيل المبالغ المالية في العديد من المشاريع.
وأشارت -في بيان لبورصة دبي- إلى أن من بين الأسباب أيضا تباطؤ القطاعات العقارية، مما أدى إلى محدودية الفوز بمشاريع جديدة، بالإضافة إلى حالات تأخير في التسويات واسترداد المستحقات والمطالبات، وخسائر نتيجة الاستثمار في شركة زميلة، وزيادة حجم المنازعات القانونية.
وقالت الشركة إنها ستتخذ عددا من الإجراءات لمعالجة الخسائر المتراكمة، من خلال التركيز على إنجاز وتسليم المشاريع القديمة، والفوز بمشاريع في قطاعات جديدة، واتباع أسلوب انتقائي في المشاريع التي يتم تقديم مناقصات بشأنها، بالإضافة إلى مراجعة وتقليل القوى العاملة وخفض التكاليف وتحسين الإنتاجية.
آثار سلبية لكورونا
وقالت الشركة إنه في حال تزايد انتشار رقعة جائحة فيروس كورونا ومداها الزمني، فقد يؤدي استمرار هذه الظروف إلى مضاعفة الآثار الاقتصادية السلبية، مما قد يؤثر سلبا على النتائج المالية للمجموعة.
ويقول المحلل المالي نضال خولي للجزيرة نت إنه عندما تزحف الخسائر المتراكمة لشركة ما نحو نسبة 50% من رأسمالها، فهذا يعني أنها تقترب من دخول المنطقة الحمراء، وهي منطقة خطرة تستلزم من الشركة البحث عن بدائل مالية لتجنب المرور إلى مرحلة إعلان التصفية القانونية.
ويضيف أن من بين الخيارات أمام الشركة: البحث عن مستثمرين للمساعدة في ضخ مزيد من السيولة لرفع رأسمال، لكنه أشار إلى أنه حتى هذا الخيار يبقى صعبا لشركة عقارية مثل أرابتك، بالنظر إلى التأثّر الكبير لهذا القطاع بجائحة فيروس كورونا.
وتوقع نضال خولي أن يتراكم على الشركة مزيد من الخسائر خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة بسبب فيروس كورونا.
وكانت الشركة أعلنت في فبراير/شباط الماضي أنها تكبدت خسائر سنوية بلغت 773.8 مليون درهم (نحو 211 مليون دولار) بنهاية عام 2019، وهي أول خسارة سنوية لها منذ عام 2016.
وأصبح يتعين على الشركات المساهمة المدرجة في سوق دبي، والتي تُظهر بياناتها المالية المرحلية أو السنوية تسجيل خسائر متراكمة نسبتها 20% فأكثر من رأس المال، الإفصاح للسوق والهيئة عن ذلك بالتزامن مع إفصاحها عن هذه البيانات، مع توضيح الأسباب الرئيسة المؤدية لهذه الخسائر، والإجراءات التي سيتم اتخاذها لمعالجة أوضاعها.
ونقلت رويترز الخميس الماضي عن مصادر مطلعة أن أرابتك القابضة سرّحت ثلاثة آلاف عامل يدوي في الشهرين الأخيرين، فضلا عن 300 موظف، مع معاناة الشركة من تبعات انتشار فيروس كورونا.
وأوضحت المصادر أن الشركة التي مقرها دبي خفضت أيضا رواتب الموظفين الحاليين لديها بين 10% و40%.