ردّدت أوساط دبلوماسية غربية في العاصمة الأردنية عمّان معلومات عن نشاط دبلوماسي أردني مكثّف يُحاول تأسيس حلقات ضغط على إسرائيل حتى “تؤجل على الأقل” مشروعها بضم أراضي الضفة الغربية والأغوار فعليا إلى وقتٍ آخر يسمح بالتفاوض على التفاصيل مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو المشروع الذي يشكل الجزء الأساسي من "صفقة القرن".
ويبدو أن باب الاتصالات الأردنية في هذا المجال يتضمّن مُحاولات الضغط عبر طرف في الإدارة الأمريكية يمثّله كبير المستشارين جاريد كوشنر.
وكذلك عبر بعض الدول الأوروبية التي تعتبر علنًا بأن ضم المستوطنات “غير شرعي”.
وصمتت الحكومة الأردنية على “إحراج شديد” حاول التسبّب به رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عندما أعلن بأنه لا يحفل باعتراضات الأردن على مشروع ضم الأغوار.
لكن عمّان طرقت أيضا الباب الإماراتي حيث طلبت من أبو ظبي استخدام ثقلها لدى الجانب الإسرائيلي بعد سلسلة نشاطات تطبيعية بين الجانبين بهدف العمل على إقناع تل أبيب إرجاء وتأجيل تنفيذ مشروع الضم حتى يتسنّى للجميع التحدّث عن تسوية مع الإشارة الأردنية بأنّ عمّان لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي وإسرائيل تعبث بالحُدود، بحسب صحيفة "راي اليوم".
وفي مقال له قال الأكاديمي الفلسطيني المستقل عبد الستار قاسم، عن شحنة مساعدات طبية أرسلتها أبوظبي مؤخرا للسلطة الفلسطينية عبر تل أبيب، ولكن السلطة رفضتها بسبب عدم تنسيق أبوظبي مع الحكومة الفلسطينية- قال: "أرادت الإمارات أن تدس السم بالإسعاف. هي أرادت تغطية نشاطاتها التطبيعية مع الكيان الصهيوني بقضايا صحية... لكن هذه تغطية غبية إلى حد كبير لأن قضية فلسطين أهم من كل ما يمكن أن يصيب الشعب الفلسطيني من أوضاع صحية"، وهو ما اعتبر أحد الشواهد على نمو علاقات أبوظبي بإسرائيل بصورة تسمح لها أن يكون لها وزن بالفعل عند دولة الاحتلال وكلمة مسموعة.