نقل موقع "أويل برايس" الأميركي عن مؤسسة ريستاد إنرجي لأبحاث الطاقة، أنه مع تسبب وباء كوفيد-19 في الحد من الطلب العالمي على النفط بشكل هائل، فإن صهاريج النفط باتت تمتلئ بسرعة في الولايات المتحدة، وهو ما أرغم المنتجين على البدء في إغلاق الإنتاج في البلاد، وخلق ازدحاما كبيرا في حركة الناقلات على السواحل.
ويكشف تحليل مؤسسة ريستاد إنرجي لأبحاث الطاقة أن 28 ناقلة نفط سعودية، بينها 14 ناقلة ضخمة مُحمّلة بما يعادل 43 مليون برميل من النفط، ستصل إلى سواحل الخليج والسواحل الغربية الأميركية بين 24 أبريل و24 مايو.
وأورد الموقع أن الأسطول السعودي الذي يحمّل النفط في رأس تنورة، سينضم إلى الـ76 ناقلة التي تتزاحم حاليا لتفريغ حمولاتها في الموانئ الأميركية. ومعظم هذه الناقلات ترسو قبالة الساحل الغربي، حيث تنتظر 34 ناقلة لتفريغ حوالي 25 مليون برميل من النفط الخام، هذا بالإضافة إلى 31 ناقلة ذات حمولة مماثلة تنتظر تفريغ حمولتها على ساحل الخليج الأميركي.
وذكر الموقع أن "ازدحام" الناقلات زاد في الأيام الأخيرة نظرا لأن شركات التكرير تلغي أو ترجئ مشترياتها، بينما تعمل على ضبط معدلات الاستخدام بما يتناسب مع الانخفاض الحاد في الطلب على وقود السيارات والطائرات.
تخزين
وبحسب باولا رودريغيز ماسيو محللة أسواق النفط في "ريستاد إنرجي"، فإن "إجمالي حجم النفط المحجوز الوافد من رأس تنورة أعلى بأربع مرات من متوسط واردات الأسابيع الأربعة الماضية القادمة من المملكة العربية السعودية. ونظرا لحالة التخزين الحالية ومستوى الازدحام على السواحل الأميركية، فمن غير المرجح أن تتمكن كل الناقلات من تفريغ حمولتها عند وصولها. وقد بلغ الزحام في الموانئ الأميركية مستويات مرتفعة جديدة".
وإذا ما أفرغت حمولة جميع الناقلات السعودية، فإن النفط الخام الذي تحمله خلال مايو/أيار سيعوّض الانخفاض في مستويات الإنتاج المسجل في مارس/آذار، وهو ما سيؤدي فعليا إلى بقاء معدلات التعبئة في وحدات التخزين مرتفعة في الوقت الحالي.
وأشار الموقع إلى أن التخزين المحدود يمثل مصدر قلق متنام في سوق النفط، وهو من بين الأسباب الرئيسية وراء انخفاض الأسعار بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، مع تراجع خام غرب تكساس الوسيط قبل بضعة أيام.
وقبل إنشاء بيانات المخزون الرسمي للأسبوع السابع عشر (الذي ينتهي في 24 أبريل)، استقرت مخزونات النفط الخام التجارية عند 518.6 مليون برميل، أي أكثر من المتوسط المسجل خلال السنوات الخمس في هذا الوقت من السنة بنسبة 9%، بفارق 9.16 ملايين برميل عن الرقم القياسي المحقق في ربيع 2017 ويعادل 535.5 مليون برميل.
انخفاض الطلب
ووفقا لرودريغز ماسيو، فإنه مع انخفاض الطلب على النفط من قبل مصافي التكرير الأميركية إلى ما يزيد على ثلاثة ملايين برميل في اليوم خلال الأسابيع الأربعة الماضية، انخفض إنتاج النفط بنحو 800 ألف برميل في اليوم، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. وتوقعت أن ينخفض بمعدل 800 ألف برميل في اليوم أيضا في الأسابيع القادمة.
مع ذلك، فإن من المتوقع أن تبقى واردات النفط الخام عند حوالي 5.8 ملايين برميل في اليوم خلال الأسابيع الأربعة القادمة، وذلك بسبب ناقلات النفط السعودية التي تقترب بسرعة من الشواطئ الأميركية، بحسب ماسيو.
ونبه الموقع إلى أن إنتاج النفط الأميركي يميل نحو التراجع بشكل حاد في مايو ويونيو، حيث أوقفت الشركات الإنتاج في بعض الآبار بسبب القيود المفروضة على التخزين وتحديد أسعار النفط.
وقد قدرت "ريستاد إنرجي" أن عمليات الإغلاق للشركة الواحدة (من بين ست شركات) قد تنتج عنها خسائر تصل إلى ما لا يقل عن 300 ألف برميل في اليوم، في أبريل ومايو.
وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي عمليات الإغلاق لا يمثل سوى جزء من إجمالي تراجع الإنتاج الأميركي منذ مارس 2020، حيث إن هذه الأرقام لا تشمل سوى خسائر الإنتاج من الآبار المنتجة التي توقف استغلالها، ولا يشمل ذلك الإنتاج الذي يحتمل أن يُفقد نتيجة إلغاء خطط الحفر والاستغلال.