يواصل الكاتب الصحفي المصري جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة "المصريون" انتقاده لدور دولة الإمارات في ليبيا متهما إياها بتزعم تحالف دولي يعمل ضد الربيع العربي. ففي مقاله الجديد الذي حمل عنوان "الثورة الليبية تستعيد زخمها وتحاصر الانقلابيين"، أشار إشارة ذات مغزى: "الثورة الليبية، ثورة انتصرت بقوة السلاح وليس فقط بالاحتجاجات السلمية، فتشكلت كتائب ثورية مسلحة كان عصبها الأساس من أبناء التيار الإسلامي الليبي،.. وهي مسلحة بشكل جيد وتملك عقيدة قتالية واضحة وانحيازا لا يقبل أي مساومة للثورة ومبادئها وأهدافها ".
ويتهم سلطان الإمارات مباشرة بالتحالف ضد الربيع العربي، فيقول:" وعندما شرعت الثورة الليبية في تأسيس أول برلمان لها "المؤتمر الوطني" ، حاول تحالف الحرب على الربيع العربي الذي تتزعمه الإمارات أن يهيمن عليه برجاله وفلول نظام القذافي ، وحملت الطائرات الإماراتية مئات الملايين من الدولارات رهن تصرف محمود جبريل ، لشراء ذمم قبائل أو تجمعات شعبية فضلا عن الإنفاق على الدعاية والتسويق".
وعن صورة الدعم الإماراتي الذي وصفه سلطان "بالجنوني"، يقول: وبدأ الانقلابيون في ليبيا والفلول بدعم إماراتي جنوني يحاولون إسقاط المؤتمر الوطني (برلمان الثورة) ، ودعموا الكتائب الممثلة لبقايا جيش خميس القذافي "القعقاع والصواعق" ـ والتي تتستر خلف اسم ثوار الزنتان ـ بالمال والسلاح والذخائر والبث الفضائي السخي للغاية ، ووصلت المؤامرات إلى حد محاصرة تلك الكتائب لمقر المؤتمر الوطني أو قصفه بالصواريخ أو اختطاف بعض أعضائه كما أبرم اتفاقا غير معلن مع اللواء المنشق خليفة حفتر الذي حظي بدعم إماراتي كبير بالسلاح والعتاد والمال ".
ويردف سلطان :" أعلن البرلمان الجديد الموالي لحفتر والانقلابيين والإماراتيين عن سلسلة قرارات مروعة وفاضحة وكاشفة للمواقف والخنادق، كما قامت طائرات حربية إماراتية بقصف كتائب الثوار في طرابلس العاصمة ثلاث مرات في أسبوع حسب اعترافات البنتاجون نفسه"، والذي لم يتراجع عن اتهامه للإمارات كما حاولت وسائل إعلام إماراتية الادعاء بأن واشنطن تراجعت عن اتهام الإمارات بقصف ليبيا.
ويستبشر سلطان بفشل التدخل الخارجي بليبيا قائلا، " قرر الثوار دعوة المؤتمر الوطني الليبي "البرلمان السابق" للاجتماع العاجل، وقرروا تشكيل حكومة إنقاذ وطني جديدة ، وسحب الشرعية من الحكومة المؤقتة التي تتحالف مع حفتر والانقلابيين ، وإبطال قرارات البرلمان الجديد لحنثه بالدستور حيث خالف صريح مواده بجعل مقر انعقاده في طبرق ، حيث آخر مراكز الفلول وقوات حفتر ، وأعلنوا حالة الطوارئ في البلاد ، ويدعمهم في ذلك أنهم يسيطرون بالفعل على معظم أنحاء التراب الليبي ، فالسلطة العملية في يدهم ، بينما الانقلابيون وبرلمانهم وحكومتهم محاصرة في مدينة طبرق القريبة من الحدود المصرية ".