رجحت صحيفة "وول ستريت"، في تقريرلها، نقلاً عن أشخاص منخرطين في المفاوضات داخل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وجود علاقة بين قرار السعودية خوض حرب نفطية ضد موسكو وجهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة لتعزيز حكمه الشخصي ونفوذه على الصعيد الدولي.
وأوضح مستشار في الحكومة السعودية للصحيفة أن الحديث لا يدور عن مجرد مسألة نفطية، بل عن تنافس بين التطلعات الشخصية لـ"بن سلمان" والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشارت الصحيفة الأميركية واسعة الانتشار إلى أن مفاوضات قد جرت أوائل فبراير الماضي بين موسكو والرياض، مع التركيز على إمكانية بناء تحالف أوسع وأطول أمداً بين الدولتين.
وأكد أشخاص مطلعون على الموضوع أن أحد السيناريوهات المطروحة في تلك المفاوضات كان يقضي بتكثيف السعودية مساعيها الاستثمارية في روسيا ودعمها لجهود موسكو العسكرية في سورية، لكن بن سلمان قرر الامتناع عن إبرام هذه الصفقة.
وأمر ولي العهد، حسب مصادر الصحيفة، شقيقه وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان بإجبار منظمة "أوبك" على تبنّي القرار السعودي، "حتى إذا كان ذلك يعني تقويض أي أمل في انضمام روسيا إليه".
ويوم السبت الماضي، أبلغ الوزير المسؤولين في "أرامكو" بقرار زيادة إمدادات النفط بأسعار منخفضة، فيما وصفه مسؤول سعودي رفيع المستوى للصحيفة بأنه قرار "إعلان حرب على بوتين".
وفي غضون ساعات من ذلك، أوكلت إلى المسؤولين في وزارة المالية السعودية مهمة إعداد سيناريو ميزانية يقضي بهبوط أسعار خام برنت إلى 12-20 دولاراً للبرميل، كما أوعزت الحكومة إلى جميع الوزارات بخفض مستوى إنفاقها استعدادا لهذا السيناريو.
وقالت أربعة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" الأربعاء، إن السعودية طلبت من الإدارات الحكومية تقديم مقترحات لخفض ميزانياتها بنحو الثلث، في خطوات تقشف جديدة لمواجهة الانخفاض الحاد في أسعار النفط.
وأضافت المصادر أن الطلب أُرسل قبل أكثر من أسبوع، بسبب المخاوف بشأن تأثير فيروس كورونا على أسواق الخام، وقبل انهيار اتفاق خفض الإنتاج بين أوبك وحلفائها يوم الجمعة.