رأت صحيفة بريطانية، أن الضربات التي قامت بها الإمارات ومصر لمواقع ضد متشددين في ليبيا، ما هي إلا رد فعل لحماية أنفسهم من تهديدات قد تشكل خطرا على بقائهم في السلطة، ويعتقدون أن واشنطن لا تأخذها على محمل الجد بما فيه الكفاية.
وأوضح الكاتبة لجاين كيننمونت، في مقالته في صحيفة /الغارديان/ البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء (27|8)، بعنوان "هل تكون ليبيا بداية امساك الخليج لزمام المبادرة في الصراعات الاقليمية والاستغناء عن الدور الأمريكي"، أن "تطورات الأوضاع واطاحة الربيع العربي بمعظم الحكام من أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة إضافة إلى التقارب الأمريكي الايراني قد يدفع إلى انفراد دول الخليج بالقرارات السياسية في صراعات المنطقة دون الرجوع الى واشنطن".
وأشارت إلى أن دعم الغرب للمعارضة السورية على سبيل المثال ساهم في زيادة الهوة مع ملوك الخليج الذين يرون تعارضا بين مفاهيم المعارضة والديموقراطية من ناحية والاستقرار في المنطقة من ناحية أخرى وذلك رغم دعم قطر والسعودية لجماعات متشددة من المعارضة السورية المسلحة.
وتوقعت الكاتبة أن تشهد الفترة المقبلة تعاونات على نطاق واسع في المجال العسكري بين جيوش دول الخليج المسلحة والممولة بسخاء وجيوش الدول الأكثر فقرا في المنطقة التي تتمتع بكثافات سكانية عالية التي أصبحت تعتمد اقتصاداتها بشكل أكبر على المعونات الخليجية مثل مصر والأردن بالاضافة إلى باكستان التي تعد مصدرا رئيسيا للمجندين في جيوش بعض دول الخليج.
وتنهي كيننمونت مقالها بأنه يبدو أن الخليج الذي لن يصعب أن يتخلى عن الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص كمصدر رئيسي للسلاح سيسعى في الفترة القادمة إلى تقليل اعتماده عليها في الناحية الامنية وضربت مثالا لذلك بالامارات التي شرعت في استثمارات في شركة “بياجيو آيرو” الصناعية التي تنشط في مجال الطائرات المدنية وطائرات الاستخبارات-الأنظمة الجوية بدون طيار، والمراقبة والاستطلاع.