قالت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء (26|8) إن: " ليبيا تتحول شيئاً فشيئاً إلى دولة فاشلة . . لا نظام ولا سلطة، ولا قانون، ولا مؤسسات رسمية فاعلة، إنما فوضى عارمة تضرب أطنابها في كل أرجاء البلاد، وصراعات مسلحة بين ميليشيات مختلفة المشارب والتوجهات، ومحاولات من البعض لجمع قوات نظامية تستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وأضافت الصحيفة "الأخطر من كل ذلك، أن ليبيا تحولت إلى بؤرة للإرهاب ومرتع للمرتزقة ومخزن للأسلحة الفالتة من أية رقابة والتي يجري تهريبها في كل الاتجاهات إلى قوى الإرهاب والتكفير لنشر الفوضى في دول الجوار، بل إلى ما يتجاوزها من دول".
وحذرت الصحيفة من أن سير المواجهات الدامية بين من وصفتهم بالميليشيات على اتساع الأرض الليبية ويشير إلى خطر داهم.
وذكرت أن قوة المجموعات الإرهابية التكفيرية تبتدئ سيطرتها على المزيد من المؤسسات والمناطق الحيوية مثل المطارات والمرافئ وحقول النفط والوزارات، كذلك استطاعت إحداث شرخ بين المؤسسات الرسمية القائمة وشرذمتها بحيث صار لليبيا برلمانان، وقد يمتد الأمر إلى الحكومة فيتم ضربها وشقها إلى حكومتين، رغم عجز المؤسستين التشريعية والتنفيذية وتحولهما إلى هياكل تمثيلية لا حول ولا قوة لهما.
وأشارت الخليج إلى أن ليبيا تحولت إلى نموذج لما آل إليه وضع التدخل الأجنبي في الدول العربية من أجل تحقيق الديمقراطية والحرية كبديل للنظم الاستبدادية، فكان أن تم ترك ليبيا على قارعة الطريق نهباً للفوضى تلعق جراحها، فلا جاءت حرية ولا ديمقراطية، بل أسوأ أشكال القهر والعنف والتدمير على يد ميليشيات خرجت من جحور الظلام لتنشر أسوأ أشكال الممارسات والأفكار، وتأخذ ليبيا إلى مهاوي الصراعات الجهوية والقبلية التي تشكل الوصفة المثالية للهدم والتفتيت.
ونوهت الصحيفة إلى أن أخطر ما في الأمر أن ليبيا على يد هؤلاء لم تعد تشكل خطراً على نفسها، بل على دول الجوار والإقليم، ما يستدعي الإسراع إلى قيام تحالف عربي يتجاوز الاجتماعات التنسيقية بين الدول المجاورة، والقيام بتحرك فوري وفاعل في إطار استراتيجية واضحة لصد هذا الوباء الذي يحمل أسماء مختلفة مثل "داعش" و"أنصار الشريعة" و"الإخوان" والذي لا ينفع معه إلا الاستئصال من الجذور.