تكبدت بورصة مصر خسائر فادحة في الثلاث جلسات الماضية، وخسر رأسمالها السوقي 60 مليار جنيه (3.7 مليارات دولار)، مع نزول المؤشر الرئيس لأدنى مستوياته منذ مطلع أغسطس الماضي، عقب احتجاجات مدن مصرية الجمعة والسبت الماضيين.
تأتي خسائر الأسهم المصرية المتفاقمة، رغم نفي الشركات المصرية المدرجة وجود أي أحداث غير معلنة من شأنها التأثير السلبي على الأداء المالي والتشغيلي، بعدما طلبت منهم البورصة سرعة الإفصاح عن أي تطورات تكون سبباً في الهبوط الحاد لأسعار الأسهم.
وقال مراقبون لوكالة "الأناضول"، إن الأسهم المصرية تعرضت لضغوط بيع حادة منذ مطلع الأسبوع الجاري، في ظل المخاوف من الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن يوم الجمعة الماضية.
وأشار مطلعون إلى أن توجه الأجانب نحو البيع، زاد من حدة التراجعات في الجلسات الأخيرة وهوى بالأسهم لمستويات متدنية.
وقال مروان الشرشابي، مدير إدارة الأصول لدى "الفجر" للاستشارات المالية، إن الأسهم المصرية هبطت خلال الجلسات الثلاث الماضية، في ظل ضبابية المشهد على الصعيد السياسي وأيضا عدم وجود تطمينات من جانب الجهات القائمة على السوق.
وأكدت إدارة البورصة المصرية، في بيان صدر عنها أمس، أن طلبها للشركات المدرجة بالإفصاح عن أية أحداث جوهرية، يأتي بهدف مساعدة المستثمرين في تكوين صورة واضحة حول وضع كافة الشركات المقيدة.
وأضاف الشرشابي: بدأت الأسهم لتوها في الصعود اعتباراً من جلسة اليوم، لكن المحصلة خلال الثلاث جلسات الماضية كانت خسائر فادحة وبالتالي كان من الطبيعي أن نشهد اليوم ارتدادات تصحيحية للأعلى.
"لكن لا يعني هذا أن المخاوف تلاشت، خصوصا مع تحول المؤسسات المحلية نحو البيع، إلى جانب مبيعات الأفراد بكافة فئاتهم أجانب وعرب ومصريين".
ووفق البيانات اليومية المنشورة على موقع بورصة مصر بنهاية جلسة اليوم، سجل المصريون الأفراد مبيعات بنحو 471.36 مليون جنيه (28.9 مليون دولار) مقابل مشتريات بنحو 314 مليون جنيه (19.4 مليون دولار).
فيما بلغت مبيعات المؤسسات المحلية نحو 824.7 مليون جنيه (50.6 مليون دولار)، مقابل مشتريات بنحو 759.3 مليون جنيه (46.5 مليون دولار).
وعوضت الأسهم المصرية اليوم، جانبا من خسائرها مع ارتفاع مؤشرها الرئيس "إيجي أكس 30"، الذي يقيس أداء أنشط 30 شركة، بنسبة 3.22 بالمئة وصولا إلى 13594 نقطة.
ويرى الشرشابي، أن الأسهم المصرية في حاجة إلى وضوح الرؤية حتى يطمئن الأجانب وتعود الأمور إلى مسارها الطبيعي، لافتا إلى أن أي توترات تؤثر بشكل كبير على مسار الأسواق.
وتسببت التراجعات الحادة في جلسة الأحد الماضي، إلى تعليق التداولات في السوق المصرية لمدة 30 دقيقة وذلك للمرة الأولى منذ نوفمبر2016.
ودعا مدير إدارة الأصول لدى "الفجر" للاستشارات المالية إلى ضرورة تدخل مسؤولي البورصة، وهيئة الرقابة المالية، لطمأنه المتعاملين، وإنهاء حالة الفزع المسيطرة على التعاملات. -