قال مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، الذي يعتبر أكثر مراكز صنع القرار تأثر ونفوذا في الولايات المتحدة، إن "الإمارات العربية المتحدة قالت وفعلت كل الأمور التي تثبت أنها تريد شراكة أقوى مع حلف الناتو".
وقالت مجلة "فورين أفيرز"، لسان حال مجلس العلاقات الخارجية، في عددها الأخير، إن "الإمارات دعمت بعثات الناتو البارزة، من خلال المساهمة على سبيل المثال بالقوات الجوية لعملية (الحامي الموحد) خلال الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011، وكذلك من خلال المشاركة في قوات المساعدة الأمنية الدولية، المكلفة بتدريب قوات الأمن الأفغانية، هذا بالإضافة إلى تعيين سفيراً لها في الحلف".
وأضافت المجلة، المتخصصة بالسياسة الخارجية الأمريكية، أن الأمين العام لناتو، أندروس فوج راسموسن، أبدى في أكثر من مناسبة رغبة في تعزيز العلاقات مع الإمارات، ودول أخرى بمجلس التعاون الخليجي.
وذكرت المجلة، أن أهداف تعزيز الحلف لعلاقاته مع الإمارات تبدو واضحة، وتتمثل في مساعدة الحلف في مكافحة الإرهاب، وتمويل العمليات العسكرية وحماية الممرات البحرية الإقليمية، وطرق إمدادات الطاقة، والهجمات الإلكترونية، مشيرة إلى أن ما تريده الدولة الخليجية من الحلف هي ما تبدو أقل وضوحاً.
وأوضحت المجلة أن اهتمام الإمارات بالتحالف مع "الناتو" ينبع من "نهج براغماتي" في تحقيق الأمن الوطني والدفاع، وهو نهج لديه تاريخ طويل مع الإمارات، بداية من انسحاب الإمارات من الخليج العربي عام 1971، وتحالفها مع الولايات المتحدة للحصول على الحماية الإقليمية، على حسب ادعاء المجلة.
وأشارت المجلة إلى أن العلاقات الأمريكية - الإماراتية نمت بشكل أقوى (عامي 1990/1991) حينما انضمت رسمياً القوات لإخراج القوات العراقية من الكويت، وكذلك بعد حرب الخليج الأولى، اتجهت أبوظبي لواشنطن لتحقيق التوازن في مواجهة إيران.
وذكرت "فورين أفيرز" أن البلدين وقعوا اتفاقية دفاع (ما زالت شروطها سرية)، وأصبحت الولايات المتحدة اليوم تعتبر الإمارات واحدة من أكثر الشركاء ثقة في منطقة الشرق الأوسط.
وأكدت المجلة أنه رغم قوة العلاقات الأمريكية-الإماراتية، فإن الدولة الخليجية تحتاج إلى شركاء أمنيين أخريين لحماية نفسها من التقلبات الإقليمية.
ورأت المجلة أن الإمارات تفضل عدم الاعتماد على واشنطن فقط، خاصة أنها باتت تشعر بمخاوف جدية تتعلق بالسياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما البلاد عام 2009.
واعتبرت "فورين أفيرز" أن مجلس التعاون الخليجي، والذي يعد الاتحاد السياسي والاقتصادي للدول العربية في الخليج، لا يلبي احتياجات الإمارات الأمنية على الأقل حاليا، وبررت المجلة هذا الأمر بأن الاتحاد يعاني من التنافس السياسي وعدم الثقة والقدرات العسكرية التي تبدو لها أهمية على الورق، لكنها غير متكاملة إلى حد كبير في الواقع.
وكذلك اعتبرت أن الصين وروسيا شركاء ضعفاء، حيث تميل الأولي إلى الانعزالية والثانية صعب الوثوق بها.