محاضرة حول "الردع النووي في جنوب آسيا" في مركز الإمارات للدراسات
أبوظبي
– الإمارات 71
تاريخ الخبر:
30-11--0001
قام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مساء امس الأربعاء بتنظيم محاضرة عن "جذور انعدام استقرار الردع النووي في جنوب آسيا.. التحديات والفرص" ألقى المحاضرة الباحث حيدر ملك الأستاذ غير المتفرغ في كلية الحرب البحرية الأمريكية بحضور عدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي وباحثين وإعلاميين.
وابتدأ الباحث ملك محاضرته التي ألقاها في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمقر المركز في أبوظبي مشيداً بالتطورات التنموية المتقدمة التي تشهدها دولة الإمارات على كافة الصعد.
وتناول الباحث حيدر ملك كيفية تحقق "استقرار الردع النووي" في العالم ولاسيما بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي إلى حين انتهاء الحرب الباردة أوائل التسعينات موضحاً خارطة امتلاك الرؤوس النووية في العالم حيث تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول بامتلاكها 4800 رأس نووي وروسيا تمتلك 4520 رأسا ثم فرنسا 300 والصين 250 وبريطانيا 225 وإسرائيل 200 وباكستان 120 والهند 110 وكوريا الشمالية 10 رؤوس نووية.
وأفاد الباحث أنه عندما تنتقل دولتان متنافستان وهما الهند وباكستان في آسيا وتمتلكان في الوقت نفسه السلاح النووي دون ضوابط وقيود فإن أمرا كهذا يثير القلق.
وتناول في ثنايا المحاضرة الظروف التي آلت إلى انعدام استقرار الردع النووي بين الهند وباكستان وكيف نزعت واشنطن منذ 11 سبتمبر 2001 فتيل اثنتين من الأزمات الكبرى بين الدولتين واللتين ساعدتا إلى حد ما التهديد باستخدام الردع النووي، لافتاً إلى أبرز الأحداث التي أججت الصراع في الردع النووي بين البلدين بما فيها الخلاف على كشمير والبنجاب والحدود فضلا عن دعم كل منهما للمتمردين ضد الطرف الثاني.
وفي إطار تحليله للصراع بين البلدين وضح العوامل التي حالت دون تمكن كل من الهند وباكستان من إيجاد حالة من استقرار الردع النووي وهذه العوامل تتمثل في السلوك العدواني لكل دولة منهما تجاه الأخرى ونوع نظام الحكم من حيث الليبرالية والدينية والقبلية والصراع الجيوسياسي والتاريخي المعقد وغيرها.
وأشار الباحث إلى أن هناك ثلاثة عوامل توفر فرصة لاستقرار الردع النووي بين الهند وباكستان وهي: التكامل الاقتصادي الإقليمي، والسياسة الداخلية لمصلحة الانفراج، ونجاح المعاهدات السابقة.
ونوه البحث إلى أن الأهم من كل ذلك هو الدور الكبير لأبوظبي الذي يمكن أن تضطلع به في إيجاد واقع جديد تسوده حالة الأمن والسلام والاستقرار بين البلدين لما تتمتع به من نفوذ مؤثر إقليميا ودوليا بوجه عام وعلى الدولتين الهند وباكستان بوجه خاص، وذلك لأن العلاقات الاقتصادية والسياسية والدفاعية والأمنية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكل من البلدين علاقات راسخة في القدم ووطيدة واستراتيجية فالتبادل التجاري الحالي بينها وبين الهند وصل إلى 75 مليار دولار ووصل مع باكستان إلى 26 مليار دولار.
وقال الباحث إنه "ما لم تبذل واشنطن وبدعم من أبوظبي جهودا متأنية لتحقيق استقرار الردع النووي بين الهند وباكستان وحفزهما على العمل معا فإن تكلفة الصراع الدائم ستكون باهظة جدا من الناحيتين الاقتصادية والجيوسياسية وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
يذكر في هذا الصدد أن الباحث حيدر ملك يعمل أستاذا غير متفرغ في كلية الحرب البحرية وهو رئيس التحرير المؤسس لمجلة "Fletcher Security Review" المتخصصة بالشؤون الأمنية.