أحدث الأخبار
  • 01:24 . باكستان.. مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين لعمران خان... المزيد
  • 12:56 . "الهوية والجنسية" تحدد ست خطوات لإصدار تصريح مغادرة إلكترونياً... المزيد
  • 12:02 . جيش الاحتلال يقتحم جامعة بيرزيت الفلسطينية ويعتقل طالبين... المزيد
  • 11:49 . وفد وزاري إماراتي يبحث في تركمانستان فرص التعاون الاقتصادي... المزيد
  • 11:26 . "البرهان" ينفي مزاعم وجود تسوية او تفاوض مع "الدعم السريع"... المزيد
  • 11:21 . ألمانيا تحيل أشخاصا للمحاكمة بزعم انتمائهم لحماس... المزيد
  • 10:56 . هل تمثل سرعة القبض على المتهمين بقتل الحاخام الإسرائيلي نجاحاً لأبوظبي؟... المزيد
  • 10:40 . "الاتحاد للطيران" تتوقع نقل 21 مليون مسافر في 2025... المزيد
  • 10:32 . مواجهات في إسلام أباد بين متظاهرين مؤيدين لعمران خان وقوات الأمن... المزيد
  • 10:24 . "تعاونية الاتحاد" تدرس التحول إلى شركة مساهمة عامة... المزيد
  • 10:21 . تقرير: نمو القروض بالبنوك الكبرى في الدولة يتباطأ إلى 3.5% في الربع الثالث... المزيد
  • 10:08 . ندوة حقوقية تسلط الضوء على انتهاكات أبوظبي لحقوق الإنسان... المزيد
  • 01:55 . أمام الأهلي السعودي.. العين يواصل السقوط في دوري أبطال آسيا للنخبة... المزيد
  • 01:45 . كيف أثار مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإمارات مخاوف أبوظبي؟... المزيد
  • 09:15 . تأكيدات إسرائيلية باقتراب اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان... المزيد
  • 08:49 . "شوكولاتة دبي" تثير شراهة المستهلك الألماني... المزيد

سحر الخادمات .. الحقيقة والوهم !!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

لا شيء جديد في أحاديث الناس عندنا أو في اهتماماتهم ومثار دهشتهم أو خوفهم، هي ذات الأشياء والأفكار والموضوعات تعيد إنتاج نفسها بصور أخرى أو تطل عبر وسائل وثقافات مختلفة عما كانت عليه، هو الثوب نفسه والقماش نفسه المختلف، هو طريقة تصميمه ربما، فحتى الألوان هي الألوان نفسها التي استخدمت في تلوين الثياب، منذ أن اخترع الإنسان الأصباغ والألوان ودرب ذائقته حيالها وصار يفضل لوناً على آخر ويخترع علاقات تبدو وهمية أحياناً بين اللون والمزاج الإنساني وبينه وبين الأبراج ونوع البشرة وهكذا، نحن في الحقيقة نعيد إنتاج ما نتداوله وما نتناوله في أحاديثنا لنتمكن من اجترار الوقت الطويل الذي لا نفعل فيه شيئاً ولم نجرب - وربما لا نريد أن نجرب - أن نفعل شيئاً مختلفاً ذا قيمة !

في الآونة الأخيرة سيطر على الناس حديث له علاقة بعالم عمالة المنازل، وتحديداً بالخادمات، فبعد أن خفت قليلًا ظاهرة هروب الخادمات من منازل المواطنين - تحديداً - برزت ظاهرة أخرى ليست جديدة في حد ذاتها، لكنها مختلفة من حيث اتساع نطاقها ووسائلها وأشكال التعبير عنها، فحيثما توجهت تجد حديثاً عالياً، أو هامساً حول السحر وأعمال الشعوذة، التي تمارسها الخادمات ضد مكفوليهم من المواطنين، فمن تويتر تطل الحكايات، ومن الفيسبوك تنهال القصص وعبر «الواتس أب» حدث ولا حرج حيث تمتلئ الحسابات بالحكايات المخيفة ومقاطع الفيديو والمقابلات التلفزيونية التي تعترف الخادمات فيها بوقائع وممارسات عجيبة يقشعر لها البدن وتصيب النفس بالغثيان.

تبدو تحدث نفسك، تشك بمن حولك، تنوي بعد مشاهدة ذلك الفيديو الخطير أو تلك المقابلة المخيفة أنك في الغد سوف تعيد خادمتك إلى المكتب أو تلغي كفالتها وتعيدها لبلدها وتتكفل بخدمة نفسك وبيتك وليكن ما يكون، وفي أضعف الإيمان فإن كثيرين ممن أعرفهم قد أوصلوا غرف خادماتهم بكاميرات مراقبة موصولة بأجهزة هواتفهم المتنقلة ليسهل عليهم المراقبة الدائمة للخادمة وما تفعل وما تمارسه ضدهم، في حين لجأ البعض إلى ترك الخادمة تقوم بأعمال النظافة والغسيل والكنس وما إلى ذلك دون أن يكون لها علاقة بالطهي والطعام بشكل عام لكثرة ما تم التركيز على أعمال السحر التي تضعها الخادمات في الطعام أو في حاويات «دلال» الشاي والقهوة !

هناك سؤالان يثاران بشكل تلقائي هنا: الأول يبدو ساذجاً ولكنه مطلوب وملح وإجابته ليست ندي حتماً : هل هذا الذي يقال وينشر ويتم الحديث عنه بهذا الشكل الواسع في مجتمعات الخليج كلها صحيح، وحقيقي وله ما يثبته علمياً وعملياً وجنائياً عبر القضايا الجنائية المعروضة في المحاكم وأقسام الشرطة؟ أياً كانت الإجابة فإنها بحاجة لمناقشة علنية وصريحة على مستوى المجتمع لأن صحتنا على المحك وحياتنا وحياة أبنائنا، وبهذه المناسبة فقد نشرت صحفنا المحلية منذ فترة خبر إلقاء القبض على فراش آسيوي في السعودية يخلط الشاي ببوله ويقدمه لموظفي المؤسسة، وقد تم إثبات الواقعة عبر كاميرات تم تثبيتها من قبل الشرطة في مطبخ المؤسسة بحسب الخبر!

السؤال الثاني يتكون من شقين: الأول هو لماذا يفعلون ذلك هنا في الخليج ؟ أم أن الظاهرة موجودة في كل البلدان التي تستقدم العمالة مثل لبنان والأردن ومصر و... الخ ، السؤال الثاني هو عن كيفية الخلاص من هذا الرعب، الذي يعيش في بيوتنا ويؤرقنا حتى وإن كان مجرد هواجس أو ظنون لا أساس لها من الصحة، لكن ماذا إن كان لها أساس من الصحة ؟ يبدو الموضوع مخيفاً وسخيفاً جداً لكننا كمجتمع نعاني منه دون أن نفجره علنيا لنضع له الحلول العملية والسليمة لنرتاح جميعاً !