ارتفع الطلب على سبائك الذهب في أبوظبي، خلال الأشهر الماضية، مع التراجع الكبير الذي شهده المعدن الأصفر، وفقا لتجار ومستثمرين، بينوا أن انخفاض أسعار الأونصة دون ألف ومئتي دولار، حفز المستثمرين والمستهلكين على شراء السبائك الذهبية بغرض الادخار للمستقبل.
وقال حمد العوضي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، مدير عام مجموعة العوضي للذهب والمجوهرات، إن مجال الاستثمار في السبائك والذهب بشكل عام يعتبر آمناً، وأنه الاختيار الأفضل خاصة أن سعر فائدة بيع السبائك أقل من فائدة الذهب المشغول.وبين العوضي أن الفوائد على السبائك غير محددة بسعر محدد فهي تعود لتحديدات أصحاب محال الذهب وتقديراتهم، وتتراوح تلك الفوائد في العادة بين 5 و 10 في المئة وربما تزيد عنها، ويعود احتساب الفائدة لتعويض تكلفة التشغيل والتصنيع، والتصاميم وقيمة ما يشغل عليها من شعارات رسمية أو صور لشخصيات هامة.
وأشار إلى أن السبائك السويسرية تمتاز بتكلفة أكبر، بسبب تغليفها ونقاوتها والتصاميم التي تحملها، مضيفا أن العوامل الثلاثة والمتمثلة في التصنيع وزيادة الطلب على نوع محدد، ونقاوة الذهب في السبيكة والتي تصل في بعضها 99.9 في المئة وبعضها 99.8 في المئة والبعض الآخر 99.7 في المئة، تحدد الأسعار.
وأضاف العوضي، أن السبائك من وزن 100جرام شهدت إقبالا كبيرا في عمليات الشراء، مما ساهم في رفع سعر فائدتها، نتيجة الطلب المتزايد عليها، وبالتالي أصبح أمر توفير هذا النوع من السبائك صعبا، وحوله لسلعة نادرة مع نفاده من الأسواق نتيجة عمليات الشراء من المتسوقين.
ورأى العوضي أن المجال خصب للاستثمار في مجال السبائك لكنه يرى في شراء الذهب من عيار 22 جراما الاستثمار الأفضل، حيث يجمع هذا النوع من الاستثمار بين هدف الزينة وارتدائه والاستفادة من بيعه بسعر أفضل من غيره من الأنواع الأخرى لانخفاض سعر المصنعية في هذا النوع من الذهب، بالإضافة إلى أن الربح في معاودة بيع عيار 22 جراما يكون أفضل في حالات ارتفاع أسعار المعدن.
بدوره، أكد بدر بن عطاف مالك مصنع داليا للذهب، ومجوهرات ماستر جولد الفائدة الكبرى التي يمكن أن يجنيها المستثمر لسوق السبائك الذهبية والجنيهات الذهبية، مشيرا إلى أن المستثمر عليه التفكير في شراء السبائك الثقيلة التي يزيد وزنها عن الكيلو جرام، مبينا أن السبب يرجع إلى أن هذا الوزن والأعلى منه يلغي الفائدة المفروضة عليها، مشيرا إلى أن القاعدة في تعاملات سوق السبائك تقوم على أن كلما كان وزن السبيكة بالجرام فرضت فائدة أكبر، وكلما زاد الوزن وارتفع قلت تلك الفائدة.
وبين أن المبالغ المالية المفروضة كهامش ربح على بيع السبائك لأقل وزن أي جرام واحد تبلغ 250 درهما، ويقل السعر إلى 110 دراهم و61 درهما لـ100جرام.
وأضاف، أن المستثمر حتى يضاعف أرباحه، ويقلل الفوائد الربحية عليه أن يقوم بشراء السبائك بالجملة، وبالتالي تخف العمولة المفروضة على أنواع جرامات الذهب من السبائك، ويكون هناك فائدة ربحية أفضل للمستثمر.
وأوضح أن السبائك تعتبر أكثر المصادر الاستثمارية الآمنة، فالمستهلك ليس عليه أن يدفع ضريبة على مشترياته من السبائك، كما أن تركز الذهب بنسبة عالية في السبائك ترجع لـ99.9 في المئة تجعل منه الادخار الأفضل للأموال وحفظها لحين الحاجة، والاستفادة من الفارق الربحي الذي سيجنيه المستثمر أو الشخص العادي جراء معاودة بيعه في أوقات ارتفاع أسعار الذهب.
وشجع ابن عطاف المستثمر إلى دخول سوق المعدن الثمين، وشراء الذهب المشغول والسبائك في هذا الوقت الذي تشهد فيه أسعار الذهب نزولا حقيقيا، موضحا أن الأسعار تعتبر أدنى أسعار والنزول الحاصل بالسوق يعتبر الأقل على مدار أربع سنوات ماضية.
من جانبهم، يرى مستثمرون ومستهلكون أن أفضل أوقات الشراء تتم عندما يتراجع المعدن الأصفر، معتبرين أن التراجعات الحادة في الفترة الحالية ربما تكون مؤشرا جيدا للشراء.
وأفاد حمدان الحربي «تاجر ومستثمر في سوق السبائك»، أنه يقصد أكثر من محل لمعرفة أسعار السبائك، مؤكدا أن الأسعار تختلف بحسب تسعيرة كل محل وليست وفق الأسعار العالمية حيث يلجأ الباعة إلى إضافة سعر على قيمة السبيكة الواحدة، وتفوق ما هو معلن بالمواقع المتابعة لأسعار الذهب.
وأوضح الحربي أنه يفضل شراء السبائك السويسرية، واصفا إياها بأفضل السبائك وأكثرها مبيعا وربحا، بالإضافة للطلب الكبير عليها، ومن خلال تجاربه السابقة بعمليات البيع والشراء يرى أن المجازفة بدخول السوق من باب التجربة ليس حلا، فقد تكلف هذه التجربة التي تفتقر لخبرة ودراية ودراسة جدية للسوق إلى فقدان أمواله في حال تورط مع بائع جشع.