ارتفع الطلب على السيارات الاقتصادية «الصغيرة والمتوسطة» في الدولة خلال الآونة الأخيرة، وأصبحت هذه النوعية من المركبات مفضلة بشكل كبير لدى شريحة واسعة من المستهلكين، نظراً لأسعارها التي تعد في المتناول، وانخفاض تكلفة اقتنائها سواء فيما يتعلق بالصيانة الدورية أو استهلاك الوقود.
وقال أصحاب معارض سيارات في تصريحات نقلتها جريدة الاتحاد «إن الطلب في سوق السيارات في الدولة اتجه منذ بداية العام الجاري إلى المركبات التي تتراوح سعتها اللترية بين 1200 إلى 2500 سي سي، ليس فقط من جانب مجتمع الأعمال، ولكن أيضاً من جانب من ذوي الدخل المتوسط، وتحديداً من فئتي الشباب والسيدات والموظفين الجدد».
وقدر هؤلاء نمو الطلب على هذه الشريحة من السيارات، خاصة المستعملة منها أو التي مضى على إنتاجها عام وبحالة الزيرو، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام بنحو 10%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال سلطان الكتبي، صاحب معرض كلاس للسيارات في إمارة أبوظبي: «إن العملاء أصبحوا أكثر إقبالاً على شراء السيارات المتوسطة وصغيرة الحجم لاسيما بعد تحرير أسعار الوقود، إذ تراوحت نسبة ارتفاع مبيعات هذا النوع من المركبات من 8 إلى 10%،.
وأوضح أن العملاء من محدودي الدخل المتوسط هم الأكثر إقبالاً على شراء السيارات الصغيرة ذات الأربعة سلندرات على وجه الخصوص السيارات اليابانية والأوروبية التي تتراوح أسعارها من 35 إلى 85 ألف درهم».
وقفزت أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال العام الجاري، مقارنة بأسعارها في 2017، حيث يجري تداول خام برنت حول 75 دولاراً للبرميل، مقارنة بـ50 دولاراً في 2017.
من جانبه، قال بلال الشايب، مدير معرض الأندلس للسيارات بعجمان: «حالياً يزداد الإقبال على السيارات الأقل استهلاكاً من نوع «أربعة سلندرات» والأحجام الصغيرة مثل «تويوتا» و«النيسان» و«اللكزس»، وأيضاً «كيا»، والتي ارتفعت مبيعاتها في بعض المعارض خلال الأشهر الثمانية الماضية من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها خلال الأعوام السابقة التي كان الإقبال عليها».
ونوه بعدم الإقبال على الهجينة بالسوق لقلة أعدادها بالدولة على الرغم من أنها من أكثر الأنواع توفيراً للوقود.
وقال صقر محمود، صاحب معرض سيارات بالشارقة: «إن الارتفاع الصعودي لأسعار الوقود في الدولة التي تقتفي أثر أسعار البنزين العالمية، زاد إقبال المستهلكين على شراء السيارات ذات الأحجام المتوسطة والصغيرة، توفيراً للمال، لكونها تستهلك كميات قليلة من الوقود، وفي الوقت ذاته تصلح للاستخدام اليومي، خصوصاً للأشخاص الذي تكون أماكن عملهم في إمارات أخرى مثل دبي وأبوظبي وعجمان.
ولفت إلى أن نشاط حركة شراء هذا النوع من السيارات حقق أرباحاً كبيرة لأصحاب المعارض، كما حقق نسبة ارتفاع مبيعات تزيد بنسبة 10% مقارنة بمستوى مبيعات خلال الفترات السابقة، مشيراً إلى أن الفئة الأكثر إقبالاً على شراء هذا النوع من السيارات، هم الشباب والسيدات.
وتابع: «أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى قيام بعض الأشخاص ببيع مركباتهم كبيرة الحجم ذات الدفع الرباعي واستبدالها بمركبات أخرى صغيرة، توفيراً لاستهلاك الوقود»، موضحاً أن أسعار السيارات كبيرة الحجم شهدت هبوطاً ملحوظاً لكون قرار رفع أسعار الوقود جعل كثير من المواطنين والمقيمين يحجمون عن شراء مثل هذه النوعيات من السيارات، مؤكداً أن حركة بيع وشراء السيارات عموماً لن تؤثر على حجم المبيعات أو على أسعار السيارات، لأنه ما دام الاحتياج موجوداً فلن تتأثر الأسعار أو المبيعات.
وقال عبد الله نعمان، صاحب معرض سيارات بإمارة دبي: «إن زيادة أسعار الوقود دفعت بالمستهلكين لتفضيل السيارات المدعومة بمحركات صغيرة، لا سيما أنها موفرة في استهلاك الوقود، ومصاريف التشغيل، ورسوم الترخيص والتأمين، مقارنة بالسيارات التي تتمتع بمحركات كبيرة»، متوقعاً أن تشهد سوق السيارات زيادة في إقبال المستهلك على السيارات ذات محرك أقل، لتفادى تداعيات الزيادات في أسعار الوقود.