اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم الجمعة على زيادة متواضعة في إنتاج النفط اعتبارا من يوليو.
يأتي ذلك بعد أن أقنعت السعودية، أكبر منتج في المنظمة، منافستها إيران بالتعاون وسط دعوات من مستهلكين كبار للمساعدة في خفض أسعار الخام وتجنب حدوث نقص في المعروض.
وقال مصدران في أوبك لوكالة رويترز" إن المنظمة اتفقت على ضرورة أن تزيد وحلفاؤها بقيادة روسيا الإنتاج نحو مليون برميل يوميا، بما يعادل واحدا بالمئة من الإمدادات العالمية".
وقالت مصادرة في أوبك إن الزيادة الحقيقية ستكون أقل لأن عددا من الدول التي تراجع إنتاجها في الآونة الأخيرة ستجد صعوبة في تغطية حصصها الإنتاجية، بينما لن يُسمح للمنتجين الآخرين بسد الفجوة.
ودعت الولايات المتحدة والصين والهند أوبك إلى زيادة الإنتاج للحيلولة دون حدوث نقص يضر بالاقتصاد العالمي.
وعبرت السعودية وروسيا عن رضاهما بضخ المزيد من الخام، لكن إيران انتقدت الفكرة حيث تواجه عقوبات أمريكية.
وطلبت إيران، ثالث أكبر منتج في أوبك، من المنظمة أن ترفض دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة إنتاج النفط قائلة إنه أسهم في الارتفاع الأخير في الأسعار بفرضه عقوبات على إيران وفنزويلا.
وفرض ترامب عقوبات جديدة على طهران في مايو أيار ويتوقع مراقبو السوق انخفاض إنتاج إيران بمقدار الثلث بنهاية 2018. يعني هذا أن أمام إيران القليل من المكاسب التي قد تحققها من اتفاق يرفع إنتاج أوبك، على عكس السعودية التي تتصدر قائمة مصدري الخام في العالم.
لكن يبدو أن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أقنع نظيره الإيراني بيجن زنغنه بدعم زيادة الإنتاج قبل ساعات فقط من اجتماع أوبك اليوم الجمعة.
وتشارك أوبك وحلفاؤها منذ العام الماضي في اتفاق لخفض إنتاج النفط 1.8 مليون برميل يوميا. وساعد الإجراء على إعادة التوازن إلى السوق في الثمانية عشر شهرا الأخيرة وقاد سعر النفط إلى الارتفاع إلى نحو 75 دولارا يوميا من نحو 27 دولارا في 2016.
لكن تعطيلات إنتاج غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنجولا وصلت بخفض الإمدادات إلى 2.8 مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة.
وارتفعت أسعار خام القياس العالمي برنت 1.9 بالمئة يوم الجمعة.
ويرتكز اتفاق أوبك بضخ مزيد من الإمدادات على فكرة العودة إلى مستوى التزام كامل بالاتفاق القائم حاليا والذي يشمل تخفيضات في الإنتاج.
ويزيد مستوى الامتثال الحالي 40 إلى 50 بالمئة فوق المستهدف بسبب تعطل إنتاج في فنزويلا وليبيا وأنجولا.
وقال زنغنه إن أوبك إذا عادت إلى مستوى الامتثال الطبيعي، فستزيد الإنتاج بنحو 460 ألف برميل يوميا، ورفضت إيران أن تسد دول لديها طاقة إنتاجية إضافية مثل السعودية الفجوة في إمدادات فنزويلا.
وقال الفالح إن الزيادة الفعلية في الإنتاج ستكون أقل من الزيادة الإسمية البالغة مليون برميل يوميا.
وقالت مصادر في أوبك إن طهران طلبت ذكر العقوبات الأمريكية في بيان المنظمة.