تستحوذ قطر على حصة في روسنفت تبلغ 19 بالمئة تقريبا، لتنقذ بذلك شركة النفط الروسية العملاقة من صفقتها المتعثرة لبيع حصة كبيرة إلى سي.إي.إف.سي الصينية.
ويعزز الاتفاق الروابط بين موسكو والدوحة في وقت تواجه فيه قطر مقاطعة من أربع دول عربية من بينها ثلاث دول خليجية مجاورة، وفقاً لـ"رويترز".
واشترى صندوق الثروة السيادية القطري، جهاز قطر للاستثمار، في البداية 19.5 بالمئة في روسنفت مع شركة جلينكور السويسرية العملاقة للتجارة مقابل 10.2 مليار يورو (12.2 مليار دولار) أثناء الخصخصة الجزئية للشركة الروسية في 2016.
لكن في العام الماضي، اتفق الكونسورتيوم على بيع حصة قدرها 14.16 بالمئة في روسنفت إلى سي.إي.إف.سي تشاينا إنرجي في اتفاق بقيمة 9.1 مليار دولار يُنظر إليه على أنه مهم للمساعدة في توسيع العلاقات بين روسيا والصين، أكبر مُصدر وأكبر مستهلك للطاقة في العالم على الترتيب.
وواجه الاتفاق مشاكل بعد أن خضع يه جيان مينغ مؤسس ورئيس مجلس إدارة سي.إي.إف.سي لتحقيق من جانب السلطات الصينية بشأن ما يشتبه بأنها جرائم اقتصادية وفق ما أوردته رويترز في مارس آذار.
وقالت جلينكور الجمعة إن الكونسورتيوم الذي كان يبيع حصة روسنفت جرى حله، مضيفة أن قطر وجلينكور ستتملكان الآن الحصص بشكل مباشر.
وسيسيطر جهاز قطر للاستثمار على حصة في أسهم رأس المال نسبتها 18.93 بالمئة وستستحوذ جلينكور على نحو 0.57 بالمئة.
وقال كريستيان بورميل، كبير محللي الأبحاث بروسيا أبستريم في وود ماكنزي للاستشارات ”انتهى شراء سي.إي.إف.سي الصينية لحصة في روسنفت بالتعثر. فالمحور الروسي إلى الشرق يبدو الآن أقرب إلى محور إلى الشرق الأوسط مع قدوم قطر للإنقاذ“.
وتضررت روسنفت من عقوبات أمريكية على روسيا بسبب ضم موسكو لشبه جزيرة القرم والتوغل في شرق أوكرانيا.
وتقول مصادر مقربة من جهاز قطر للاستثمار إن روسنفت قد تثبت أنها استثمار طويل الأمد مربح بالنظر إلى أن قيمة الشركة العملاقة تبلغ 65 مليار دولار فقط على الرغم من أنها تنتج نفطا يفوق إنتاج إكسون موبيل الأمريكية، التي تبلغ قيمتها 324 مليار دولار.
ويُنظر إلى مصير اتفاق سي.إي.إف.سي، أحد أكبر استثمارات الصين في روسيا، على أنه اختبار حاسم لمدى استعداد حكومة الرئيس شي جين بينغ للذهاب في حملة على الأنشطة المالية التي تنطوي على مخاطر بين الشركات الكبرى ذات الإنفاق الضخم.
وقالت روسنفت إنها ستظل تعتبر الصين سوقا استراتيجية وإنها تعتقد أن الملكية المباشرة لقطر ستتطور إلى مشاريع مشتركة جديدة ثنائية ودولية.
وقال مصدر قريب من الاتفاق إن جلينكور ستبقي على اتفاقها الطويل الأجل لشراء النفط مع روسنفت في ظل الترتيب الجديد.