في حين ما زال الغموض يكتنف تفاصيل عملية مقتل القيادي الحوثي "صالح الصماد"، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، (يمثل رئاسة دولة الحوثيين)، حيث أعلنت ميليشيات الحوثي المتمردة، كشفت مجلة الـ"فورين بوليسي" (FP)، الأمريكية الشهيرة في تقرير مطول لها الجمعة (27|4)، أن الصماد قتل بطائرة بدون طيار صينية الصنع، تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ونشرت المجلة تقريرها تحت العنوان الرئيسي: "كيف تغيّر طائرة إماراتية بدون طيار صينية الصنع الحرب في اليمن". وأردفته في الأسفل بعبارة توضيحية تقول: "تُظهر غارة جوية قتلت أحد كبار قادة الحوثيين أن الإمارات تنمو بثقة أكثر في عملياتها العسكرية".
وحيث إن المجلة استندت في بداية تقريرها على تسجيلات فيديو للعملية الجوية نشرها التحالف العربي، الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس 2015، فقد كشفت أن الأوامر التي كانت تصدر أثناء الغارة مع الأصوات التي كانت تسمع في التسجيل المنشور على الإنترنت، كانت لضباط إماراتيين في غرفة الرقابة على حركة الطائرات المسيرة (درونز)، بدولة الإمارات.
وألمحت المجلة، ضمن تصريحات نشرتها لقادة عسكريين في التحالف يشرفون على معركة الحديدة، أن المعلومات الاستخباراتية لهذه العملية قدمها لقيادة التحالف، موظفون يتبعون "طارق صالح"، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق "علي عبد الله صالح". والذي تحول مؤخرا، بعد مقتل عمه أواخر العام الماضي، للعمل تحت قيادة ودعم دولة الإمارات في عملية تحرير ميناء الحديدة- غرب اليمن، بعد أن كان قبل ذلك يعمل تحت قيادة المتمردين الحوثيين أنفسهم في إطار تحالف الضرورة الذي نشأ بين الحوثين وعدوهم القديم "صالح".
وركزت المجلة في مطلع تقريرها، على شرح تفاصيل الغارتين الجويتين، مستندة على تسجيلي الفيديو المنشورين للتحالف، لتنتقل إلى الحديث عن دور طارق ورجاله في هذه العملية، قبل أن تتحول بعد ذلك إلى البحث عن عواقب هذه العملية على الحرب في اليمن وتعقيدها عملية السلام المنشود برعاية الأمم المتحدة، وكذا تأثيرها أيضا على تماسك الجبهة الداخلية للتمرد الحوثي.
وفي العمق، ذهب التقرير لتسلط الضوء على دور الإمارات ومطامعها التوسعية في المنطقة وعلاقة الولايات المتحدة ودورها في ذلك. وكيف أن القوة العسكرية المتنامية للإمارات تستهوي إدارة الرئيس الأمريكي ترمب من أجل تخفيف العبء والضغط والمخاطر على القوات الأمريكية في محارب الإرهاب باليمن.
يقول فارع المسلمي، زميل مشارك في تشاتام هاوس: "إنهم يعملون بجد بشكل لا يصدق على كونهم المقاول الجديد في المنطقة، سياسياً وعسكرياً". مضيفاً "لم يعودوا يريدون البقاء على الهامش. اليمن واحدة من المعارك التي يعتقدون أنها يمكن أن تحسن كل من مؤهلاتهم وقدراتهم ".
ولم ترد الإمارات العربية المتحدة على طلب (المجلة) بالحصول على تعليق رسمي. (حول هذا الأمر)
وتختتم المجلة تقريرها بالحديث عن عواقب ومساوئ هذه الحرب الإماراتية الناشئة في اليمن، بما في ذلك النتيجة التي خلقتها الضربة الجوية الأخيرة على "الصماد"، وصعود شخصية أكثر تشددا بديلا عنه، هو "مهدي المشاط" الراديكالي المرتبط بعلاقات وطيدة مع حزب الله اللبناني.