دفعت الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط بالأسواق العالمية ووصولها لأعلى مستوى لها في 4 سنوات، شركات الطيران المحلية والإقليمية لمراقبة مؤشر أسعار الوقود لدراسة اتخاذ قرار بشأن رفع رسوم علاوة الوقود على تذاكر السفر في الوقت المناسب. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت فيه شركات طيران آسيوية فعلياً زيادة علاوة الوقود على التذاكر خلال الأيام الأخيرة لتغطية جزء من الزيادة الكبيرة في عقود وقود الطائرات خلال الأشهر الماضية، فيما أكدت شركات طيران أخرى أنها تراقب عن كثب مؤشرات الأسواق لاتخاذ ما يلزم تجاه السياسات السعرية للموسم المقبل.
وأكدت مصادر في شركات سياحية أن الناقلات الوطنية لم تقم حتى الآن بإخطارها بتطبيق أي زيادة على علاوة الوقود في تذاكر السفر، متوقعين أن تقدم الشركات على هذه الخطوة في حلال استمرت أسعار الوقود العالمية في الارتفاع لفترة أطول.
وأفاد متحدث باسم طيران الإمارات لصحيفة «الاتحاد» أن الناقلة تراقب أسعار وقود الطائرات وعمليات الإمدادات بصورة مستمرة، وفي ضوء التطورات سيتم اتخاذ الإجراء المناسب.
وأكد المتحدث أنه «ليس لدى طيران الإمارات خطط فورية لرفع علاوة الوقود، نحن نجري مراجعة مستمرة لمعدل العلاوة، مع التزامنا الدائم بتقديم أرقى خدمات وأفضل قيمة مقابل ما يدفعه عملاؤنا».
ووفقاً للنتائج المالية نصف السنوية 2017/ 2018، لطيران الإمارات، زادت التكاليف التشغيلية لطيران الإمارات بنسبة 4%، وارتفعت تكلفة الوقود بنسبة 14% مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية، نتيجة ارتفاع أسعار النفط الخام (بنسبة 11% مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الفائتة) وزيادة كميات الوقود المشتراة بنسبة 3% بسبب زيادة عدد طائرات الأسطول، وظل الوقود يستأثر بأكبر حصة من التكلفة، وبنسبة 26% من التكلفة التشغيلية للناقلة، مقابل 24% خلال النصف الأول من السنة الماضية.
من جانبه، أفاد أربيند كومار – نائب الرئيس للشؤون المالية – فلاي دبي، بأن «استراتيجية فلاي دبي فيما يتعلق بالتسعير تأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل تشمل تباين أسعار العملات وأسعار النفط إضافة إلى عاملي العرض والطلب»، مشيراً إلى أن «فلاي دبي تواجه تذبذب أسعار النفط من خلال سياسة التحوط، حيث شكل التحوط المعتاد 21% من إجمالي الوقود في عام 2016.
وقال كومار: «نحن مستمرون في مراقبة أسعار النفط وتأثيراتها مع بقية العوامل واتخاذ الإجراءات المناسبة»، مشيراً إلى أن «نفقات الوقود شكلت 25% من إجمالي النفقات التشغيلية في 2016 مقارنة مع 30.6% في العام المالي الذي سبقه، مدفوعاً بتراجع أسعار الوقود».
من جانبه، أكد ناروز سركيس مدير عام شركة بالحصا للسياحة أن شركات السياحة والسفر لم تتلقَّ حتى الآن أي تعليمات من قبل شركات الطيران بشأن زيادة رسوم علاوة الوقود على تذاكر السفر التي تصدرها هذه الشركات، متوقعاً أن تقوم الشركات باتخاذ هذه الخطوة خلال الفترة المقبلة في حال استمرت أسعار الوقود العالمية في الارتفاع لفترة أطول وبلوغها الدرجة التي لا تستطيع معها الشركات تغطية هذه التكاليف.
وأرجع سركيس عدم قيام الشركات بزيادة رسوم علاوة الوقود حالياً رغم ارتفاع أسعار النفط لمستويات هي الأعلى في أربع سنوات، إلى السياسات التحوطية التي اتخذتها هذه الشركات بشأن عقود الوقود التي تمد لفترة طويلة، وكذلك للارتفاع الفعلي في أسعار تذاكر الطيران في الوقت الراهن نتيجة موسم المعارض والمؤتمرات ومهرجان التسوق في دبي.
وشهدت الشهور الماضية وتحديداً منذ شهر أكتوبر الماضي، ارتفاعاً في أسعار الوقود ما دفع شركات الطيران العاملة على بعض الخطوط الدولية إلى زيادة ضريبة الوقود بنسب متفاوتة حسب الوجهة وحجم الطلب عليها، فيما شكل شهر يناير الجاري نقطة التحول، حيث بدأت شركات الطيران تلاحظ الارتفاع السريع في أسعار الوقود لتصل إلى مستويات هي الأعلى منذ 4 سنوات.
وطبقت طيران اليابان الزيادة على تذاكر السفر منذ بداية يناير الجاري على الرحلات من وإلى اليابان، وكذلك فعلت شركة الطيران الكورية التي رفعت رسوم ضريبة غلاء الوقود على تذاكر المسافرين على الرحلات الدولية وعلى خطوط الطيران الآسيوية، لافتة إلى أنها قامت باتخاذ هذه الخطوة التي تم تطبيقها على الخطوط المحلية والدولية، وفقاً للتغيرات في متوسط سعر الوقود المتداول في بورصة سنغافورة للعقود الحالية.
وقالت الشركة إنها لم تقم بفرض رسوم علاوة الوقود عندما كانت أسعار الوقود منخفضة خلال الفترة من مايو وحتى سبتمبر من العام الماضي، لكنها قامت بإعادتها مرة أخرى في أكتوبر الماضي مع بداية ارتفاع أسعار الوقود بالأسواق
وسجل سعر النفط في 12 يناير الجاري أكبر زيادة له خلال 4 سنوات ليصل البرميل إلى 70 دولاراً، وهو السعر الذي لم يسجله من ديسمبر من عام 2014، وسط توقعات بأن يتواصل الارتفاع خلال الأشهر المقبلة مع قرار منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، العمل على مواصلة خفض الإنتاج حتى نهاية العام، ما دفع شركة راك البريطانية إلى التحذير من أن ارتفاع أسعار النفط يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الوقود بنسبة كبيرة.