أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

بين المطرقة والسندان

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 28-11-2017


قدر الدول ذات الحجم الجيواستراتيجي الصغير نسبياً أن تقع في فترات التوتر الدولي بين مطرقة الدول الكبرى وسندان القوى الإقليمية ذات المشاريع التوسعية، وليست قطر من ذلك ببعيد. فبالرغم من الدور الكبير على الساحة الدولية اقتصادياً وسياسياً، فإنها محكومة بقواعد الجغرافيا السياسية التي تضعها بين إيران والسعودية من جهة، ومعسكر شرقي غربي من جهة أخرى. وليست هذه نهاية القصة؛ فهذا الواقع يمكن التعامل معه في ضوء المجتمع الدولي وتفاعلاته بما يخفف الآثار المترتبة على صراعات القوى الإقليمية والعالمية عبر ثلاث استراتيجيات رئيسية.
الاستراتيجية الأولى هي التمدد الدبلوماسي المدروس الذي يؤسس توازن مصالح مع مختلف الأقطاب عالمياً. ذلك يحتاج إلى هندسة شبكة العلاقات والمصالح بما يضمن أقل قدر ممكن من التضارب بينها، مع الإبقاء على عنصر الردع الناتج عن وجود علاقات مع مختلف الأطراف. فمثلاً مع نشوء الأزمة الحالية، توجهت قطر نحو روسيا لتوطيد العلاقات، واستهدفت معظم العواصم المؤثرة في العالم للتأسيس لمرحلة جديدة من الدبلوماسية المستدامة التي كانت لها نتائج سريعة كما شاهدنا على هذه الأزمة، وسيكون لها نتائج إيجابية كبيرة على المدى الطويل بلا شك.
الاستراتيجية الثانية هي استراتيجية رفع التكلفة على المعتدي. تحتاج الدول الصغيرة إلى جعل تكلفة أي عدوان -اقتصادياً كان أو سياسياً أو عسكرياً- باهظة جداً، بحيث يكون ذلك رادعاً أمام من يستهدف أمن الدولة في أي مجال. يكون ذلك من خلال التحصين الاقتصادي والعسكري الذي يضع في الاعتبار مكامن الضعف لدى الأطراف المهددة وإمكانية توظيفها ضده، بحيث تكون حسابات ما قبل العدوان مقلقة للاستراتيجيين في الجهة الأخرى، وربما توفر ورقة تفاوض مهمة جداً في أي خلاف مع دولة أخرى.
الاستراتيجية الثالثة مرتبطة بمدى استفادة القوى المختلفة من الدولة في الملفات المتعلقة بالمجالات المختلفة. على سبيل المثال، قطر لها أدوار مهمة جداً في إطار الوساطة مع بعض الدول والمجموعات السياسية، وكانت هذه الوساطات ناجحة في تحقيق مكاسب مهمة، مثل تحرير رهائن، ونزع فتيل أزمات ما كانت لتتحقق لولا وجود وسيط ليس له مصالح مباشرة في الأزمات المختلفة. وعلى مستوى آخر، تحتاج القوى الكبرى عادة إلى وكلاء يتولون تحقيق مصالح هذه القوى الكبرى دون أن يكون لها يد مباشرة في هذه الأنشطة. فعلى الدول الصغيرة أن تكون مفيدة للقوى العظمى بهذا الشكل، ولكن بحيث لا يؤثر ذلك على توازن العلاقات الاستراتيجية لها.
أن تكون الدولة صغيرة ليس مرتبطاً شرطياً بأن تكون رهينة للقوى الإقليمية وللنزاعات العالمية؛ فسنغافورة، وسويسرا، والكيان الصهيوني، دول صغيرة في محيط متوتر، لكنها نجحت في الحفاظ على استقرارها وأمنها عبر توظيف هذه الاستراتيجيات وغيرها بشكل واعٍ بالمصلحة الوطنية بعيدة المدى، ودون التفريط بالثوابت المتعلقة بهذه المصالح.
قطر اليوم تواجه تحديات ضخمة، ولكن الفرص المتاحة أمامها لتحصين نفسها والتوسع نحو العالم كبيرة جداً، ولا بد من توظيفها بشمولية. وبلا شك، تبقى التحديات قائمة والمخاطر موجودة، ولكن التعامل الواعي معها سيخفف بشكل كبير من تأثيرها.;