من بين عدد كبير من المراسيم التي نشرتها الصحف الرسمية اليوم الأربعاء، وفي حين كان ينتظر الإماراتيون مرسوما يعفي سفيرنا يوسف العتيبة من مهامه في واشنطن، بعد سيل من التسريبات التي توجت بالفضائح الجنسية والأخلاقية كما كشف الإعلام الأمريكي مؤخرا، فوجئ الإماراتيون بمرسوم اتحادي رقم (83) لسنة 2017.
المرسوم قضى بإعادة تشكيل مجلس إدارة الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات برئاسة طلال حميد بالهول الفلاسي، وعضوية كل من الدكتور سعيد عبد الله الغفلي، راشد أحمد الغافري، وليد علي بن فلاح المنصوري، راشد محمد راشد المطوع، سعيد بن عابد المهيري، ونورة محمد المرزوقي، وذلك لمدة أربع سنوات تبدأ من تاريخ 13-06-2017.
وطلال بالهول الفلاسي هو مدير عام جهاز أمن الدولة في دبي منذ مارس 2016.
وبالبحث في سيرة مدير أمن الدولة، يظهر من سيرته الذاتية، أنه من مؤسسي إدارة أمن المواصلات ومؤسسة الاتصالات المتخصصة (نداء)، ورئيس مجلس إدارتها. وهي مؤسسة تابعة لحكومة دبي تقدم خدمات اتصال متعددة لجهات حكومية وخاصة مثل "نظام البدالة، ورسائل الجوالات،..).
وتولي طلال بالهول رئاسة هيئة تنظيم الاتصالات وهي أعلى هيئة حكومية تتولى السيطرة على نظام الاتصالات في الدولة، وينبثق منها شركة "اتصالات" و "دو" يرفع المخاوف من سيطرة جهاز أمن الدولة على خصوصية الإماراتيين والمقيمين، نظرا لما تقوم به هيئة الاتصالات من دور رقابي على الاتصالات وعلى الانترنت. والهيئة هي المسؤولة عن حجب عشرات المواقع الإعلامية والبحثية في الإمارات، ما يضع حرية التعبير وتدفق المعلومات وحرية الوصول إلى المعلومات تحت ضغوط مضاعفة، على ما يحذر ناشطون.
ويأتي تعيين مدير أمن الدولة في دبي في هذا المنصب، بعد تزايد التقارير والاتهامات الدولية الفنية والموثقة من قيام جهاز أمن الدولة وبالتعاون مع شركات تقنية الاتصالات مثل "دارك ماتر" ومقرها قرب مقر جهاز أمن الدولة في أبوظبي، بالتجسس واختراق اتصالات ناشطين إماراتيين ومقيمين، مثل الناشط الحقوقي الكبير أحمد منصور، بحسب "سيتزن لاب"، وهو مجموعة بحثية تقنية كندية، وبحسب اعترافات باحثين أجانب رفضوا العمل في مجال التجسس على اتصالات الإماراتيين وبريدهم الإلكتروني.
كما يأتي تعيين طلال بالهول، مع فضيحة فساد نشرتها الموقع الإخباري السعودي "إيلاف". إذ نشر الموقع تحقيقا صحيفا معمقا حول آلاف شكاوي مشتركين في "اتصالات" و"دو"، بشأن تلاعب هاتين الشركتين التابعتين لهيئة تنظيم الاتصالات بأرصدة المشتركين سواء في "الفاتورة" أو "البطاقة المدفوعة مسبقا". إذ يؤكد المستخدمون خصم مبالغ من أرصدتهم بصورة كبيرة دون استخدام أي من خدمات الاتصالات وتطبيقاتها.
ولكن الملاحظة الجديرة، والتي أبداها ناشطون في أبوظبي، أن تعيين طلال بالهول يأتي غداة اتهامات بتورط جهات وشخصيات أمنية في الدولة بالأزمة الخليجية الراهنة والتي بدأت باختراق وكالة الأنباء القطرية.