وفي الشهر الماضي، أنفقت لجنة شؤون العلاقات العامة الأمريكية السعودية (سابراك) 138 ألف دولار على سبعة إعلانات تلفزيونية مدتها 30 ثانية على قناة إن بي سي-4 في واشنطن تتهم قطر بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
إن عرض الإعلانات في قناة محلية فضلًا عن توقيتها – خلال عرض الأخبار الأسبوعية (لقاء مع الصحافة) وبطولة الغولف المفتوحة البريطانية – يشير إلى أنها كانت تستهدف المواطن العادي والمشرعين وليس كبار الساسة الأمريكيين. لم تستجب سابراك، التي تنتهج خطًا مناهضًا لقطر على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى طلب من ميدل إيست آي بإجراء مقابلة.
التشهير
كما صاغ القائمون على الدعاية السعودية مصطلح «القطرية». فقد وصف فيلم وثائقي على الإنترنت يحمل هذا الاسم قطر بأنها «ذات وجهين»؛ فبينما تدعي الصداقة مع العم سام (أمريكا)، تموّل سرًا تنظيم القاعدة وأعداء أمريكا الآخرين.
وتشارك في هذه الحملة مراكز الأبحاث المدعومة من الخليج. تصف «المؤسسة العربية» الخاصة الممولة من المملكة السياسة الخارجية لدولة قطر بـ«التخريبية»، في حين أن «معهد دول الخليج العربي» المدعوم من دولة الإمارات في واشنطن عقد مؤتمرات حول سبل وقف تمويل الإرهاب في الخليج.
حملات بلا تأثير
عرض المحللون الذين اتصلت بهم "ميدل إيست آي" نظريات مختلفة حول نتيجة حرب الدعاية الخليجية، ولكن الجميع اتفقوا على أن تطويع وسائل الإعلام أقل فعالية من اللقاءات المباشرة مع صناع القرار التي يمكن لجماعات الضغط تدبيرها.
«هذه الحملات ليس لها تأثير». يقول المحلل في بيروت رامي خوري لميدل إيست آي. ويضيف «إن هذه الطريقة هي وسيلة أخرى للأمريكيين واللندنيين من أجل كسب المال في عقود مع الأثرياء العرب السذج الذين يعتقدون أن الإعلانات على الحافلات ستغير سياسة الحكومة الأمريكية».
ويواصل بالقول «كنا نعلم دائمًا أن السعوديين والإماراتيين غير أكفاء في الدبلوماسية العامة، ولكنهم الآن يضرون أنفسهم بشكل غير مبرر من خلال تدمير آخر مظاهر المصداقية لصحفهم عن طريق تحويل وسائل الإعلام إلى كلاب هجومية».
بالنسبة لنيوباور، فإن التأثير الصافي للنزاع إيجابي. وبما أن جميع اللاعبين يغسلون لباسهم القذر في الأماكن العامة، فإن التمويل الخليجي غير المشروع إلى المتشددين سيصبح من الصعب إيجاد مبرر له.
ويرى علي الأحمد، مدير معهد الشؤون الخليجية في واشنطن، أن أيادي سوداء تعبث في الخليج. وقال في مقابلة مع ميدل إيست آي إن حملة التشويه المناهضة لقطر تشبه في مضمونها فرية أسلحة الدمار الشامل التي استند عليها الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. وقال أن إدارة ترامب يستخدم تكتيكًا أمريكيًا متعمدًا للظفر بمليارات من الدوحة والرياض وغيرها، ولكنه سيعطي الضوء الأخضر إلى السعودية في نهاية المطاف لوقف حملتهم عندما يحصل على ما يريد.
قال الأحمد لميدل إيست آي «في واشنطن، يكذب الناس. يقدمون لك وعودًا برّاقة ثم يأخذون أموالك، ولكن هذا القرار يقع في نهاية المطاف بيد رئيس الولايات المتحدة، فهو سيقرر ما سيحدث. لكن السعوديين والإماراتيين ضمنوا وقوف ترامب إلى جوارهم».