زعمت شرطة الشارقة، أن ما وصفتها بـ"دراسات علمية أجرتها جهات أمنية" في الدولة، كشفت أن صورة رجل الأمن الإماراتي إيجابية بنسبة 90 في المئة، لا سيما في التعامل مع المجتمع، جاء ذلك في معرض مناقشة المشاركين في الملتقى الأول للعلاقات العامة، الذي نظمته شرطة الشارقة، تحت شعار «العلاقات العامة بين الحاضر والمستقبل»، ملاحظات الجمهور واستفساراته المختلفة في المجالات التي تهم أمن المجتمع .
وقالت صحيفة "البيان" المحلية، شدد المشاركون على ضرورة استيفاء المعلومات من مصادرها، مؤكدين على أهمية تدعيم الصورة الذهنية الإيجابية عن رجل الشرطة لدى الجمهور، من خلال تنظيم مبادرات مجتمعية، والعمل على تجسير الفجوة بين الجهات الأمنية وأفراد المجتمع.
وكذلك تدريب وتزويد أفرد الشرطة بمهارات فن التواصل مع الجمهور، باعتبارهم من أكثر أجهزة الشرطة التصاقاً بهذه الفئة، والعمل على نشر ثقافة وقيم الأجهزة الشرطية بلغات مختلفة، لوجود أكثر من 216 جنسية على أرض الدولة، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في بناء حوار مع جمهور المؤسسة من العاملين والمتعاملين.
ولكن الواقع يوثق حقائق أخرى!
قد ينطبق جزء من الحقيقة فيما أوردته شرطة الشارقة عن صورة رجل الأمن في الإمارات، إذا كان المقصود رجال الشرطة في المرور أو مواقع مدنية أخرى، ولكنه لا ينطبق بأي درجة على رجال الأمن في الدولة، ولا يمكن تعميم ما قيل إنها دراسة، مجهولة المصدر والمنهجية العلمية.
فإلى جانب رجال الشرطة، هناك رجال شرطة يعملون في السجون يواجهون اتهامات موثقة من جانب مركز الخليج لحقوق الإنسان منذ عام 2015 حول تورطهم في ممارسات تعذيب وتنكل بمعتقلي الرأي، فيما وثق الكاتب العربي إياد البغدادي العام تنكيل شرطة السجون في أبوظبي بالمعتقلين الآسيوين بصفة عامة، حيث إنهم يوجهون لهم الإهانات واللكمات والبصق، وفق شهادة البغدادي.
وفي شهادة بعض معتقلي الرأي الليبيين، مثل رفعت بوحداقة، فقد أكد تنكيل رجال أمن الدولة والنساء العاملات في صفوفه في أهل بيته عندما هموا باعتقاله، وقاموا بتفتيش كل شيء في البيت بعد ان سحبوا هواتف العائلة ووضعوها في غرفة واحدة من شقتهم وأغلقوا عليهم لعدة ساعات.
وتؤكد منظمات حقوقية أخرى، أن رجال أمن الدولة عندما يعتقلون ناشطين إماراتيين، والذين كان آخرهم الناشط الحقوقي أحمد منصور في مارس الماضي، فإن رجال الأمن يدهمون البيوت في ساعة متأخرة من الليل. وفي حالة منصور، فإن 12 رجلا وإمرأة اقتحموا شقته ومكثوا يفتشون البيت لمدة 5 ساعات متواصلة حتى غرف الأطفال خضعت للتفتيش أمام أعينهم دون أدنى مراعاة لمشاعر الأطفال وحقوقهم في عدم التنكيل بهم وبوالديهم.