توقعت دراسة بحثية إماراتية، أن تتسبب بطولة كأس العالم لكرة القدم في تزايد حدة الخلافات بين الأزواج وارتفاع نسبة الطلاق لأسباب وصفتها بـ "التافهة"، على مستوى الدولة.
وقال المستشار الأسري، خليفة المحرزي، الذي أجرى الدراسة، لصحيفة /الإمارات اليوم/ اليوم الأحد (15|6)، إن "تزامن مونديال كأس العالم مع شهر رمضان، قد يزيد من حدة الخلافات الزوجية في الدولة، لأسباب منها التوتر الناتج عن الصيام، بالإضافة إلى المباريات"، حيث توقعت الدراسة أن "تتعرض نحو 48 في المائة الأسر في الدولة لمخاطر المشاجرات والخلافات الزوجية أثناء المونديال، ما يحتمل معه ارتفاع معدل الطلاق"، بحسب الدراسة.
وأضاف الباحث المحرزي أنه رغم مدة البطولة التي لا تزيد على شهر، إلا أنها "تخلق خلافات حادة، كون أن الاهتمام بالمباريات يستحوذ على عدد كبير من الأزواج، ويقضون معظم أوقاتهم ومناقشاتهم وأحاديثهم اليومية في الحديث عنها، فضلاً عن النتائج السلبية للمباريات التي تزيد حالة الغضب".
واستشهد الباحث المحرزي، في البطولات السابقة، حيث تعرضت زوجات للطلاق لأسباب تافهة، بسبب انفعال زوج إثر خسارة فريقه، أو قسم الزوج يمين طلاق في حال خسارة الفريق الذي يشجعه"، مضيفاً أن "الدولة شهدت حالة طلاق بسبب انفعال زوج على زوجته التي تسببت خطأ في إغلاق التلفزيون أثناء مشاهدته إحدى المباريات.
ولفت المحرزي إلى أن "الدراسة التي أجراها على أسر في الدولة، أظهرت أن حماسة التشجيع والفوز والخسارة تزيد من نسبة المشاجرات في كثير من الأسر، كما أن استحواذ متابعة المبارايات على معظم وقت الزوج يثير غيرة الزوجات اللواتي لا يعرن - في الغالب - كرة القدم كثيراً من الاهتمام".
ولفت الى أن "المجلس الاستشاري الأسري أجرى بحثاً ميدانياً، خلال بطولة كأس العالم الماضية، شمل 300 زوج وزوجة، وانتهى إلى أن نحو 70 في المائة من الزوجات يتخوفن من الحالات المزاجية والعصبية التي تنتاب الرجال أثناء مشاهدتهم المباريات"، في الوقت الذي أكد فيه "11 في المائة من الأزواج والزوجات ممن شملتهم الدراسة، أكدوا وقوع مشادات كلامية مع الطرف الآخر، تتخللها كلمات جارحة".
ونبه إلى أن "الزوج ينشغل بمتابعة المباريات نحو 17 ساعة أسبوعياً، ومن ثم يهمل واجبات وحقوق زوجته وأبنائه، ما يؤدي إلى انفعال الزوجة، وقد يدفعها إلى تعمد استفزازه ببعض السلوكيات، مثل تعمد مشاهدة أفلام ومسلسلات في توقيت المباريات نفسه، أو التمارض ومطالبته بنقلها إلى المستشفى".
وقال المحرزي، إن "الخطر الاجتماعي لا يقتصر على الخلافات الزوجية، بل يمتد إلى تعامل الآباء مع الأبناء بعنف، أو إهمال الأبناء أنفسهم لواجباتهم الدراسية".
ونصح المستشار الأسرى، في ختام دراسته، الزوجة بضرورة مراعاة أن فترة المونديال مؤقتة، وأعراضها تنتهي بانتهاء البطولة، مشددا على ضرورة أن "تبتعد عن كل ما يثير غضب الزوج أو يثير استفزازه، كما يجب عليها ألا تثقل الزوج بالواجبات المنزلية، ولا تغرقه في هموم أسرية تزيد من توتره، وتدفعه إلى الغضب السريع".