نشرت صحيفة "الإمارات اليوم" المحلية السبت (28|5|2016) تصريحات لمسؤولين فنلنديين قالت، إنهم أبدوا "اهتمامهم وسعيهم إلى تعزيز التعاون والشراكة مع الإمارات في مجال التعليم، والتوسع في تطبيق التجربة التعليمية الفنلندية في عدد أكبر من المدارس الحكومية في أبوظبي خلال الأعوام الدراسية المقبلة، في إطار شراكة تربوية مع مجلس أبوظبي للتعليم، إذ تطبق مدرستان حكوميتان النموذج التعليمي الفنلندي، وهما «الأمين» في أبوظبي، و«هيلي» في العين".
وأوضحت الصحيفة، "يعمل الجانب الفنلندي في إطار الشراكة مع المجلس على نقل خبراته وأساليب التدريس الحديثة إلى المعلمين المواطنين، بهدف نقل المعرفة، ورفع المستوى التحصيلي للطلبة، وذلك وفق معايير ترتبط بالبيئة المحلية الإماراتية، والأخذ في الحسبان الثقافة المجتمعية والهوية الوطنية"، على حد قولها.
وقالت الصحيفة، "تم تدريب معلمين مواطنين على التجربة الفنلندية أخيراً، وأنهت الدفعة الثانية منهم، العام الماضي، برنامجاً تدريبياً حول طرائق وأساليب التدريس من جامعة يوفسكولا الفنلندية، حيث أنهت 18 معلمة مواطنة 60 ساعة معتمدة من الدراسات التربوية".
وقالت مدير العمليات الدولية في مؤسسة «إديو كلاستر»، المعنية بنقل التجربة التعليمية الفنلندية إلى الخارج، ايلسا ترافانن، إنه «تم توقيع شراكة مع مجلس أبوظبي للتعليم، لتطبيق التجربة الفنلندية في عدد من المدارس، وتدريب المعلمين على نظم التدريس المعتمدة لدى فنلندا، وتم تطبيقها بالفعل في مدرستين، ومن المتوقع أن يبدأ التوسع في تطبيق التجربة على مدارس أخرى قريباً».
مواصفات التعليم في فنلندا والدولة
وأسهبت "الإمارات اليوم" في تعداد إيجابيات التعليم في فنلندا، قائلة: "تعد فنلندا من البلدان الرائدة تعليمياً على مستوى العالم منذ سنوات طويلة، .. ويتميز الفنلنديون بسمعة عالمية على مستوى التحصيل العلمي لطلابهم، مقارنة بنظرائهم على مستوى العالم، ويحظى الطالب في كل المراحل الدراسية برعاية صحية عالية، .. وتخصص المدارس حصصاً يومياً، لتفريغ طاقة الطلبة، واستعادة نشاطهم أثناء اليوم الدراسي، .. ويحظى المعلم الفنلندي بتقدير خاص في المجتمع على مختلف المستويات، ويحصل على رواتب في المعدل نفسه الذي يحصل عليه نظراؤه من الأطباء وأساتذة الجامعات والمهندسين، ..المدارس باستقلالية تامة في إدارة العملية التعليمية. وفي الوقت الذي تُعاني فيه مختلف دول العالم عزوف الشباب عن الالتحاق بسلك التدريس، فإن فنلندا على العكس من ذلك، تجد إقبالاً كبيراً على العمل في هذا القطاع".
ومعظم المواصفات التي يتميز بها التعليم الفنلندي يفقتدها التعليم في الدولة، حيث ضعف رواتب المعلمين مقارنة مع الوظائف الأخرى، مع عزوف واسع النطاق عن الالتحاق بمهنة التدريس، والتخبط في القرارات التربوية، وتدخل جهاز الأمن في المناهج والمكتبات، ومع ذلك ورغم اختلاف الحالتين، إلا أن هناك إصرار على نقل التجربة الفنلندية قبل توفير ظروف وضمانات نجاح الاستفادة منها.
التجربة منذ 2010
وكان مجلس أبو ظبي للتعليم اعتمد عام 2010 تطبيق التجربة الفنلندية في التعليم، في مدارس أبوظبي، بمدرستين أساسيتين في أبوظبي والعين؛ "بهدف نقل معرفة وخبرات نموذج التعليم الفنلندي إلى مدارس أبوظبي والعمل على بناء شراكة محفزة وداعمة للتطوير".
وقال المجلس آنذاك، "سيتم من خلال هذه الشراكة اختبار نموذج التعليم الفنلندي ونقل المعرفة إلى المعلمين المواطنين في إمارةأبوظبي، بالإضافة إلى العمل على استدامة البرنامج لتنفيذه في مدارس أخرى. وسيتم تعيين مديرين من فنلندا لإدارة المدرستين اللتين تم اختيارهما لتنفيذ البرنامج، وسيكون نوابهما من المواطنين".
وأوضح المجلس عام 2010، تتمثل المهمة الرئيسة للمعلمين المواطنين في تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية والاجتماعيات والثقافةوالتراث. بينما يتولى المعلمون الفنلنديون تعليم اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم والحاسوب، وأشار المجلس في ذلك العام (2010) "إلى أن النجاح في تطوير القيادات التربوية يختصر الكثير من الجهد والوقت في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة".
والآن، وبعد مرور 6 سنوات من تبني التجربة الفنلندية، يبدو أنها لم تختصر "الجهد والوقت"ولم تحقق "الأهداف المرجوة" كما كان يأمل المجلس، بل يبدو أن التجربة الفنلندية لم تحقق أي تقدم يذكر منذ عام 2010 وحتى الآن، ما يطرح تساؤلات عن هذه السنوات، مدخلاتها ومخرجاتها وجدواها الأكاديمية والوطنية، ولماذا أعيد طرحها وتسويقها مجددا بعد 6 سنوات من المراوحة في المكان.