شرعت شركة تطوير عقاري إماراتية الجمعة (15|4) في بناء برج ارتفاعه 160 متراً على ضفة نهر سافا بالعاصمة الصربية بلغراد سيكون محوراً لمجمع سكني وسياحي وإداري، وهو مشروع أثار انتقادات من بعض سكان المدينة.
ويعد مجمع بلغراد ووترفرانت أول مشروع في وسط وشرق أوروبا لشركة "إيجل هيلز" التي تتخذ من إمارة أبوظبي مقراً لها، حيث ترجع ملكيتها لرجل الأعمال الإماراتي محمد العبار.
وبدأت في سبتمبر الماضي أعمال إخلاء مليوني متر مربع من الأراضي التي كانت تستغل للأغراض الصناعية في السابق من أجل إفساح المجال لإنشاء فنادق ومكاتب ووحدات سكنية تسع 14 ألف شخص.
احتجاجات
غير أن معارضين قالوا إنه مشروع مكلّف ولا ينظر بعين الاعتبار لطبيعة المركز التاريخي للعاصمة بلغراد. ونظمت عدة منظمات محلية بالفعل احتجاجات متكررة ضد الاتفاق.
وقال المهندس المعماري السابق بالمدينة، جورجي بوبيك، لرويترز: "هذا (الاتفاق) مفصل لملاءمة المستثمر، ولم يأخذ وضع بلغراد بعين الاعتبار على الإطلاق.. الأمر يتم بعيداً عن أعين الناس فلا أحد يعرف ما الذي يحدث هناك فعلياً".
ويرعى المشروع رئيس الوزراء ألكسندر فوتشيتش الذي زار الموقع مع العبار، اليوم الجمعة، لتدشين أعمال إنشاء البرج الزجاجي بشكل رسمي. وسيكون المبنى أحد أطول المباني في يوغوسلافيا السابقة.
وقال فوتشيتش: "برج بلغراد سيصبح رمزاً لنجاح المدينة وتقدمها هي وصربيا بالكامل"، مضيفاً أن المشروع سيخلق فرصاً للعمل. وأضاف: "هذه ستكون أفضل إطلالة في البلقان".
وجاء الاحتفال ضمن تدشين عدد من المصانع والمشروعات الأخرى قبل الانتخابات التي ستجرى في (24|4) التي يأمل فوتشيتش بأن تعزز قبضته على السلطة لإكمال إصلاحات اقتصادية وتقريب البلاد من عضوية الاتحاد الأوروبي.
وبموجب الاتفاق يتعين على صربيا أن تدفع تكلفة جميع أعمال البنية التحتية لربط الموقع بباقي أنحاء المدينة التي تبلغ نحو 300 مليون يورو.
والعبار هو أيضاً رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية التي تتخذ من إمارة دبي مقراً لها والتي أعلنت هذا الأسبوع خططاً لبناء برج جديد في الإمارة يتجاوز ارتفاعه برج خليفة، أطول مبنى في العالم حالياً.
العلاقات مع صربيا
وتوثق مصادر أن العلاقات بين أبوظبي وبلغراد أعمق بكثير من مجرد مشروع عقاري، حيث يقوم عنصر الأمن الفلسطيني محمد دحلان بدور الوسيط الأمني والعسكري بين شخصيات وجهات تنفيذية وأمنية في الدولة مع أجهزة الأمن والعسكر في صربيا. وقد اشترت أبوظبي أسلحة صربية بوساطة دحلان وكان جزء من تلك الأسلحة مخصص لقوات اللواء المتمرد خليفة حفتر في ليبيا ضد الثورة الليبية.
وقد درجت سياسة أبوظبي على تعميق علاقاتها الأمنية والعسكرية مع دول العالم بتعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع مجال المصالح المشتركة استثماريا لضمان ديمومة التعاون الأمني والعسكري مع تلك الدول، ويلعب دحلان دورا رئيسيا في هذه الملف.