افتتح الشيخ حامد بن زايد، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، مبنى الشيخ زايد بن سلطان لأبحاث أمراض السرطان بمدينة هيوستن في الولايات المتحدة الأميركية، يوسف العتيبة سفير الدولة لدى واشنطن.
ويضم المبنى الذي تبلغ مساحته 626 ألف قدم مربعة، وقامت بتمويله مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، معهد الشيخ خليفة بن زايد للأبحاث والعلاج التخصصي لأمراض السرطان، ومركز أحمد بن زايد لأبحاث وعلاج أمراض سرطان البنكرياس، حيث يشرف على المبنى مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان التابع لجامعة تكساس الأميركية.
وأكد الشيخ حامد بن زايد، أن دولة الإمارات "رائدة في إقامة الشراكات الإنسانية والتنموية التي تخدم البشرية وتقدم أعمالاً وإنجازات ونتائج في العديد من القطاعات الحيوية، ومن أهمها القطاع الصحي".
وألقى الدكتور رونالد أ. ديبينو رئيس مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان بجامعة تكساس، كلمة عبر من خلالها عن "سعادته بهذا الإنجاز الذي تم تمويله من دولة الإمارات وقدم الشكر والتقدير لدولة الإمارات على هذا العمل الإنساني الكبير، بما يعود على البشرية بالخير"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (وام).
وأشار إلى أن التمويل الذي قدمته دولة الإمارات في هذا المشروع، هو الأكبر من نوعه منذ تأسيس مركز ام دي أندرسون لأمراض السرطان.
من جانبه، قال الدكتور جون مندلسون الرئيس السابق لمركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان، أحد مديري المركز الجديد، " إنه لا يوجد شريك أفضل من دولة الإمارات من أجل الأعمال الإنسانية والخيرية والرعاية الصحية والتعليم".
تراجع خدمات الصحة في الدولة
ويأتي هذا التمويل الضخم جدا لهذا المشروع رغم ما تواجهه ميزانية الدولة من عجز وخاصة في قطاع الصحة وفق ما أفاد مركز للمجلس الوطني الاتحادي عن ميزانية 2016 والتي تم فيها تجميد عدد من المشاريع الصحية المهمة والتي تحتاجها الدولة مثل بناء مختبرات في عدة مجالات طبية وبناء مساكن للأطباء ومساواة الأطباء المواطنين بالمقيمين من حيث الراتب.
ومن جهة ثانية، قامت هيئة الصحة في أبوظبي بتجميد عدد كبير من خدماتها الصحية التي تقدمها لحاملي تأمين ثقة، وفرض دفع نسبة من خدمات العلاج التي يتلقونها، مع تضييق دائرة المشولات في بطاقة التأمين ووضع سقف منخفض لتغطية الهيئة في بعض الأمراض.
أهداف سياسية للمركز
وفي فبراير الماضي نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية تقريرا مهما حول قضية فساد وغسل أموال تورطت فيها مؤسسة "خيرية" أسسها السفير يوسف العتيبة في واشنطن.
وقالت الصحيفة، حُكم على المساعد الأمريكي لسفير دولة الإمارات في واشنطن ورئيس أعماله الشخصية الخيرية بالسجن لمدة 21 شهرا الجمعة(19|2) بعد اعترافه بسوء انفاق أكثر من 1 مليون دولار من أموال المؤسسة في الكازينوهات وشركات الترفيه الكبار.
و"فوجان"، هو المدير التنفيذي لمؤسسة "واحة" التي أسسها السفير الإماراتي يوسف العتيبة عام 2008 للعمل مع السفارة ودفع العلاقات الإيجابية مع الشعب الأمريكي، فالإمارات حليفة الولايات المتحدة في الخليج، كما تصف الصحيفة.
وتابعت الصحيفة، من خلال قنوات مختلفة، قدمت دولة الإمارات مئات الملايين من الدولارات للولايات المتحدة لمواجهة تداعيات الأعاصير كاترينا وساندي، و جوبلين.
وأضافت، تعددت المنح الإماراتية للولايات المتحدة، من المستشفيات والمدارس والملاعب في جميع أنحاء أمريكا، بما في ذلك نيويورك ولوس أنجلوس وميامي، وقدمت أيضا 150 مليون دولار عام 2009 إلى المركز الطبي القومي للأطفال.
وكانت أشارت مصادر أمريكية إلى أن هذا الدور "الخيري" الذي يمارسه العتيبة أو أبوظبي إنما يرتبط بأهداف سياسية للتأثير على صانع القرار الأمريكي، الذي يصمت بالفعل إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في الدولة إذ تفضل واشنطن مصالحها وعلاقاتها على دعم حقوق الإنسان في الخليج والعالم العربي.