لم يجف بعد حبر "خلوة ما بعد النفط" التي انتهت الأحد (31|1) في إمارة دبي بحضور الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ومحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، والإعلان عن دخول اقتصاد مرحلة ما بعد النفط والعمل على هذا الأساس، حتى بدأ وزير الخارجية الروسي زيارة لأبوظبي للبحث في طرق لإيجاد أسعار "معتدلة" للنفط.
فقد كان من غير المألوف أن تعلن دولة خلوها من سلعة إستراتيجية بما يعنيه من قوة اقتصادية وسياسية تجعل منها قوة مؤثرة، وهو الإعلان الذي اعتبره مراقبون فقط للداخل الإماراتي وليس لدول الخارج كونه يمهد لتحلل الدولة من التزاماتها ومسؤوليتها بذريعة انتهاء النفط، ولكن زيارة لافروف تؤكد هذا الاتجاه.
و يبدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، زيارة إلى أبوظبي ومسقط في جولة تستمر 3 أيام، يبحث خلالها العلاقات الثنائية وإمكانية التوصل لسعر معتدل للنفط.
ومن المقرر أن يناقش لافروف القضايا الدولية والإقليمية، وتبادل الآراء حول التقلبات في أسواق النفط وكيفية التوصل إلى تحقيق توازن بين العرض والطلب فيها، كما سيبحث قضايا التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار، وفق ما ذكرت "روسيا اليوم".
وأفادت وزارة الخارجية الروسية أن "المباحثات ستتركز على كيفية بلوغ سعر معتدل لموارد الطاقة".
ويأتي هذا بعدما هبطت أسعار النفط من مستوى 115 دولاراً للبرميل بلغها مزيج "برنت" منتصف عام 2014 ليصل إلى أقل من مستوى 35 دولاراً للبرميل في عام 2016.
وكان وزير الطاقة الروسي ألكساندر نوفاك قد أعرب الأسبوع الماضي، بعد لقائه مع ممثلي شركات النفط الروسية، عن استعداد روسيا المشاركة في اجتماع مع منظمة الدول المصدر للنفط "أوبك" في شهر فبراير لبحث الأوضاع في أسواق النفط.
ولفت نوفاك عندها إلى أن محور النقاش خلال الاجتماع قد يكون تقليص إنتاج النفط لكل بلد بما يصل إلى 5%.
ويرى خبراء في الطاقة أن لافروف لن تجدي زيارته إلى أبوظبي ومسقط كون السعودية هي الوحيدة التي تستطيع اتخاذ القرار في هذا المجال، ولكن روسيا تتجنب دفع ثمنا سياسيا للرياض يتمثل بوقف دعم موسكو لنظام الأسد على الأقل.