أحدث الأخبار
  • 12:39 . استثنى معتقلي الرأي .. رئيس الدولة يأمر بالإفراج عن أكثر من ألفي سجين بمناسبة عيد الاتحاد... المزيد
  • 12:38 . "كأس رئيس الدولة للخيول العربية" تنطلق بأبوظبي 15 ديسمبر... المزيد
  • 12:19 . النفط يتراجع بعد قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين بالولايات المتحدة... المزيد
  • 12:09 . أسعار الذهب تتراجع بضغط من ارتفاع الدولار... المزيد
  • 11:19 . قرقاش: آن الأوان لاستعادة الهدوء ووقف الحرب في غزة... المزيد
  • 11:17 . متظاهرون إسرائيليون قبالة منزل نتنياهو يطالبون باتفاق لتبادل الأسرى في غزة... المزيد
  • 11:06 . الصين تطلق سراح ثلاثة أمريكيين بعد سنوات من الدبلوماسية... المزيد
  • 11:05 . باحثون أستراليون يطورون روبوتات متناهية الصغر لعلاج السرطان... المزيد
  • 11:05 . لامين جمال يفوز بجائزة الفتى الذهبي لعام 2024... المزيد
  • 11:03 . أبطال أوروبا.. ليفربول يحسم المواجهة الكبيرة ضد ريال مدريد المتعثر بثنائية نظيفة... المزيد
  • 10:49 . يوفنتوس يتعثر ودورتموند يرتقي للمركز الرابع في أبطال أوروبا... المزيد
  • 02:56 . "الدفاع" تعلن وفاة أحد جنود قواتنا المسلحة بجراح أصيب بها في اليمن عام 2015... المزيد
  • 02:55 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت الخميس تمهيدا لقمة القادة مطلع ديسمبر... المزيد
  • 10:57 . رئيس وزراء قطر: نعمل على وضع رؤية عربية مشتركة تجاه أزمات المنطقة... المزيد
  • 09:04 . مدعي الجنائية الدولية يطلب اعتقال الحاكم العسكري في ميانمار... المزيد
  • 07:32 . حزب الله يستعد لتشييع حسن نصر الله... المزيد

عدن بين إعلامنا المحلي ووكالات الأنباء العالمية .. صورتان متناقضتان

عدن كما تنقلها وكالات الأنباء العالمية
خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 19-10-2015

ظلت عدن عاصمة جنوب اليمن مثار تنازع طويل ومعقد خاصة في الثلاثة عقود الأخيرة بين الأطراف اليمينة حيث تمسك الشمال بالوحدة و هوى أبناء الجنوب في الانفصال مجددا بعد الوحدة في بدايات تسعينيات القرن الماضي. واليوم وبعد احتلال الحوثيين لعدن والذي دام لبضعة شهور وبعد تحريرها في منتصف يوليو الماضي تقف المدينة مثار اختلاف مجددا بين الداخل والخارج.

الاكتفاء بتحرير عدن
طوال حملة عاصفة الحزم وقبل تحرير المدينة طالبت وسائل إعلام إماراتية وإعلاميون سعوديون في صحف الشرق الأوسط والحياة باقتصار تحرير اليمن على عدن وترك صنعاء العاصمة تواجه مصيرها في يد الحوثيين "إلى ما يشاء الله". الرياض رفضت ذلك رسميا رغم نجاح مساعي أطراف داخلية يمنية وأخرى خارجية خليجية من إعلان عدن عاصمة مؤقتة لليمن بذريعة أن العاصمة صنعاء بيد الاحتلال الحوثي.
بعد تحرير المدينة كانت القوات الإماراتية أول من دخلها وأعلن فيها إطلاق عدد من المشاريع الأمنية والعسكرية والخدمية والإغاثية، دفع "وول ستريت جورنال" بوصف القوات الإماراتية هناك بأنها "الحاكم الفعلي"، وهو الأمر الذي استدرج انتقادات قيادات شعبية سعودية وخليجية لتفرد الإمارات بإدارة ملف المدينة.
اجتماع طنجة.. عدن حاضرة
وفي أغسطس الماضي وعلى نحو مفاجئ وأثناء إجازة الملك سلمان في طنجة المغربية قام نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بزيارة الملك سلمان والاجتماع به، وهو ما بات يوصف باجتماع طنجة والذي أعقبه إرسال الرياض لواء عسكريا كاملا إلى عدن بعد التواجد العسكري الإماراتي الكثيف، والذي كان آخره إرسال قوات مكافحة الإرهاب وفق ما كشفت عنه مجلة "السياسة" الكويتية. وقد وصفت وسائل إعلام غربية اجتماع طنجة بأنه اجتماع "تقاسم اليمن بين السعودية والإمارات".
الدور الإماراتي في عدن
دولة الإمارات تولت إقامة مشاريع كبيرة في مختلف المجالات الأمنية والإغاثية وقدم إعلامها الرسمي صورا "جميلة" لواقع المدينة رغم أن مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية ومقره عدن، ورغم تقارير إعلامية متواترة في الصحف السعودية وخاصة الشرق الأوسط تؤكد أن عدن تعاني الكثير من الصعوبات والعقوبات الاجتماعية والاقتصادية وأن تحريرها من يد الحوثيين لم ينعكس إيجابا على واقع المدينة حيث غلاء الأسعار والفلتان الأمني وتفشي البطالة والفساد الذي وصل إلى عمليات الإغاثة ذاتها فضلا عن الصراع العسكري بين أطراف عديدة في المدينة يتم ترجمته بعمليات اغتيالات لمسؤولين كبارا أو في تفجيرات تتبناها داعش ويتهم بها المخلوع والحوثيون كون "فسيفساء" عدن لا يمكن أن تختفي إلى لون أو انتماء واحد كما يقول ناشطون يمنيون.
عدن في الإعلام الإماراتي
أحدث صور التناقض في اليوم في عدن وعليها هو التقارير الإعلامية المتضاربة الواردة من المدينة، حيث يعكس الإعلام الإماراتي صورة بعيدة عن الواقع وفق ما يؤكده الواقع وسكان المدينة وإعلام آخر يسلط الضوء على السلبيات فقط وفق ما يتهم آخرون أصحاب هذه النظرة السلبية.
صحيفة الاتحاد المحلية نشرت اليوم (19|10) تقريرا مفصلا بعنوان "الإمارات تبدأ ملحمة إعمار عدن" تحدث عما فعلته الدولة في عدن بعد تحرير المدينة وليس ما تعتزم فعله، أي أن التقرير يرصد ما تحقق ويتحقق، فيقول،" .. لم تقف الإمارات عند هذا الحد، بل اتجهت إلى عملية إعادة إعمار المدينة عبر تنفيذ مشاريع مجتمعية وصلت تكلفتها إلى أكثر من 462 مليوناً و279 ألفاً و586 درهماً، واستهدفت أبناء وعائلات شهداء الحرب، وأعمال التأهيل والترميم في عدد من المنشآت والمؤسسات الحكومية التعليمية والخدمية منها، مراكز الشرطة، المستشفيات، المدارس، المحطات الكهربائية، وشبكات المياه والصرف الصحي، والنظافة والحدائق العامة،...".
عدن في وكالات الأنباء العالمية
ولم تمض ساعات على نشر هذا التقرير حتى نشرت وكالات أنباء عالمية من بينها "وكالة الأناضول" تقارير ميدانية مصورة صادمة لما وصلت إليه الحال في عدن.
 بدأ التقرير بمقدمة تراجيدية، قائلا،" لم يعد بمقدور سكان مدينة عدن، جنوبي اليمن، الاستئناس بصور الهدوء التي كانت تنعم بها إلى ما قبل الحرب الجارية، ولا بصور الجمال التي كانت تفاخر بها، وتغطي أجزاء كبيرة من أحيائها وشوارعها، بعد أن استوطنت القمامة، ومياه الصرف الصحي، أماكن واسعة منها، واستبد القلق من أخطار المرض نفوس ساكنيها".
ويشير التقرير العالمي،" فمن دائرة القتل، والتشريد، والتدمير ، إلى ما هو مُشاهد اليوم في معظم أحيائها، ومداخل أزقتها، والمتمثل في طفح مياه الصرف الصحي، وانتشار القاذورات".
الوكالة الإخبارية، نقلت عن مدير مكتب النظافة في عدن، قائد راشد، قوله: " نعاني من شح في الإمكانيات والمعدات والموازنة التشغيلية، فضلاً عن معظم المعدات وسيارات النظافة التي انتهت إما بالتلف والتدمير جراء الحرب، أو بعمليات السطو والنهب لمعظم المرافق الحكومية".
وتنقل الوكالة التركية عن مدير إدارة الصرف الصحي في المدينة، أسباب طفح مياه الصرف بهذه الصورة، إلى انقطاع غالبية العمال عن العمل، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم الشهرية لعدة شهور، غير أنه استدرك: "مشكلة المعاشات الشهرية تم حلها بالتعاون مع الإماراتيين الذين صرفوا رواتب كل العمال حتى نهاية شهر سبتمبر المنصرم".

رؤوس عديدة للصراع

وإزاء الاختلاف على توصيف الحالة في عدن لا تزال المدينة تعاني أنواعا عدة من الصراعات والنزاعات الأيديولوجية والأمنية خاصة بعد تردد أنباء عن ضغوط إماراتية أدت إلى إقصاء محافظ عدن السابق نايف البكري عن منصب المحافظ بعد محاول اغتيال فاشلة له من جانب مجهولين، كونه على علاقة سابقة مع التجمع اليمني للإصلاح، "إخوان اليمن"، وهو صراع يرى فيه ناشطون هو انشغال عن احتياجات المدينة في الأمن والاستقرار والخدمات إذ يريد أن يشعر اليمينون أن مدينتهم تحررت بالفعل من الاحتلال الحوثي ولم تتحول إلى نوع آخر من الاحتلال برؤوس متعددة، على حد وصفهم.