اجتاح هاشتاغ #اعتقال_ناصر_بن_غيث موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، و كان بعض النشطاء قد أطلقوا هذا الوسم إثر اعتقال الدكتور ناصر بن غيث المري يوم الثلاثاء (18|8) في الإمارات بعد أن أبدى انتقاداً لمنح الحكومة الإماراتية الهندوس أرضاً لبناء معبد عليها في أبوظبي.
و برزت مؤخراً تصريحات للدكتور ناصر بن غيث المري انتقد فيها سماح الإمارات بإقامة معبد هندوسي في أبوظبي، حيث انتقد مشاركة بعض رموز الدولة في الطقوس التعبدية مع الهندوس أثناء زيارة رئيس الوزراء الهندي للبلاد. و ذكّر أيضاً خلال إحدى تغريداته بحديث الرسول عليه السلام :"لا يترك بجزيرة العرب دينان." إضافة إلى بعض التغريدات التي تضامن فيها مع مصابي مجازر دوما الأخيرة في سوريا، و تغريدات أخرى تنبه إلى مصير بعض الدول في المنطقة.
و غرد عبر الهاشتاغ العديد من النشطاء العرب و الخليجين معبرين عن سخطهم و غضبهم على هذا القرار، ففي بلد يتنافس قادته على إبراز تصريحاتهم المتتالية بكون بلدهم يمتلك حرية من الرأي و التعبير لا تتواجد في غيره من البلدان، يسجن أحد أبنائه لانتقاده قراراً حكومياً أثار حفيظته.
يرصد موقع" الإمارات 71" عدداً من تغريدات النخب الإماراتية و الخليجية و العربية استنكاراً لهذا الاعتقال، و التي أبرزها هاشتاغ #اعتقال_ناصر_بن_غيث.
حيث قام الناشط الإماراتي إبراهيم آل حرم بمشاركة بعض تغريدات الدكتور ناصر بن غيث و علق عليها، " بلغت يا دكتور فزعلوا من هذا البلاغ فاعتقلوك!" و أضاف في تغريدة أخرى :" يغر الظالم قوته ويصم اذنه صوت المطبلين من حوله ويعمي بصره بهرج قوته"و انتقد في تغريدة أخرى ما تدعيه الحكومة من تحقيق للتسامح و الحرية في الإمارات حيث قال :" زيف التسامح الذي تدعيه الحكومة بسماحها بناء معبد هندوسي في أبوظبي ينكشف باعتقال ناصر بن غيث، دولة تتسع لعباد البقر تضيق بأبنائها."
و أثنى الناشط إبراهيم في تغريدات أخرى له على الدكتور ناصر بن غيث، حيث وصفة بصاحب العقلية الاستثنائية التي من الصعب أن تتكرر، جازماً بأن كل العقول و المستشارين المتواجدين حول حكام الإمارات لا يصلون لربع مستوى عقلية الدكتور ناصر، حسب وصفه.
و كان حزب الأمة الإماراتي قد نشر بعض التغريدات المستنكرة لحادثة الاعتقال هذه، حيث وصفها الحزب في إحدى تغريداته بالقشة القاصمة في الإمارات لخروجها عن نسق التركيز على الإسلاميين فالدكتور ناصر كان من جلساء الملك.
وحذر حزب الأمة من ردة فعل الحكومة الإماراتية على الانكشاف الإعلامي الذي أعقب حادثة الاعتقال هذه، حيث دأبت العادة على معالجة مثل هذه الحالات بفرقعات إعلامية أمنية في سبيل التغطية على ما تواجهه الحكومة من تحديات إعلامية بعد خطوة الإعتقال هذه.
فيما علق الناشط الإماراتي حمد الشامسي عبر حسابه على "تويتر" :" فللهندوس فتحوا المعابد و للأحرار فتحوا السجون". و أضاف:" المعابد للهندوس الأجانب والسجون للمواطنين الأحرار."
و برزت بعض ردود الأفعال الخليجية على حادثة الاعتقال أيضاً، فكتب الدكتور السعودي محمد الحضيف عبر حسابه على "تويتر": " لا تهلك الأمم ما دام فيها من يأمر بمعروف و ينهى عن منكر، ( و ما كان ربك ليهلك القرى بظلم و أهلها مصلحون)، قال: مصلحون و ليس"صالحون"" في إشارة منه لدور الدكتور ناصر بالإصلاح و دفع الظلم في البلاد.
و برزت أيضاً تغريدات لمواطنه السعودي المحامي سعود الغنيم حيث قال:" صبراً يا ناصر إن اعتقلوك،فما قلت إلا الحق الذي تضيق به صدور المجرمين، و إن لم يتوبوا ليذهبن ملكهم وسلطانهم و رغد عيشهم."
بدوره غرد الناشط القطري فيصل بن جاسم آل ثاني قائلاً:" الدكتور ناصر بن غيث ابن بار لأمة عظيمة،يدافع عن قيمها و وجودها في مرحلة قاسية و ظالمة تمر بها، لذلك لا ينبغي ولا يقبل عاقل اعتقاله."و أضاف الداعية الكويتي حامد العلي تعليقاً له على الخبرمستهزءً بالقرار:" مراقبون ربطوا اعتقاله باستنكاره منح أرض لإقامة معبد لعباد البقر."
و في تغريدة أخرى للدكتور الحضيف، ربط بين موقف الدكتور ناصر بن غيث و موقف الخليل ابراهيم عليه السلام حين وقف في وجه قومه رافضاً عبادتهم للأصنام فاعتقلوه و أحرقوه و أنجاه رب العباد.
و شهد الوسم مشاركة فاعلة من الناشط القطري ناصر آل خليفة، حيث كتب في تغريدة له :" ناصر بن غيث الذي يتغنى بالامارات ويحب انسانها وأرضها يحب حكامها وشعبها ويخاف عليهم من تغيرالظروف والتقلبات فلماذا يسجن؟".
و شهد الوسم أيضاً مشاركة واسعة من مغردين من مختلف الجنسيات، حيث أضاف الكاتب التركي"إسماعيل باشا" تغريدات تستنكر اعتقال الدكتور ناصر قائلاً:" أبناء البلد الكرام يعتقلون ويسجنون و يعذبون و أما الحثالة الدخيلة أمثال دحلان والجفري فيكرمون."
أما الدكتور المصري باسم خفاجي فقد استنكر اعتقال الدكتور ناصر واصفاً إياه بالمفكر و الخبير الاقتصادي الإماراتي الحر و أضاف في تغريدة له :" مفكر و خبير اقتصادي حر و نفسه أبية،اعترض على انشاء معبد هندوسي في وطنه يعتقلوه! انه ارهاب الدول في أبشع صوره." و عبر في تغريدة أخرى له عن تعجبه من التناقض الذي تبديه الإمارات، ففي الوقت الذي تدعي فيه أن روح التسامح هي من دفعتها للسماح ببناء معبد هندوسي في البلد المسلم، لا تتسع نفسها المسامحة تلك لرأي موطن حر يعترض على قرار الدولة.
و نختم بتعليق لحذيفة نجل الشهيد عبد الله عزام على هذه الحادثة، حيث غرد:" حيرتني سياسات كثيرة، ورأيت من العجائب ما وقفت لهوله مشدوهاً،أما عجائب حكام الإمارات ففريدة من نوعها ولا تنقضي غرائبها."
و يحقق الهاشتاغ#اعتقال_ناصر_بن_ غيث متابعات كبيرة، حيث شهد في ساعاته الأولى أكثر من 10 آلاف تغريدة و شارك به العديد من الشخصيات الإماراتية و الخليجية و العربية لاستنكار عملية الاعتقال التعسفية هذه.