أحدث الأخبار
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد
  • 12:14 . "دانة غاز": عودة الإنتاج في منشأة خورمور العراقية إلى مستوياته الاعتيادية... المزيد
  • 11:23 . "وول ستريت جورنال": الإمارات تفرض قيود على استخدام قواعدها لضرب أهداف في العراق واليمن... المزيد
  • 11:11 . الوحدة والعين في كلاسيكو مرتقب في نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي... المزيد
  • 11:09 . النظام السوري: إصابة ثمانية عسكريين بضربة إسرائيلية قرب دمشق... المزيد
  • 10:57 . تشيلسي يبدد آمال توتنهام في المشاركة بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:56 . الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني وسط ترقب لبيانات وظائف أمريكية... المزيد
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد
  • 10:46 . تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:06 . زيادة جديدة في أسعار الوقود بالدولة لشهر مايو... المزيد
  • 07:26 . هنية: اتفقنا مع رئيس وزراء قطر على استكمال المباحثات حول الوضع في غزة... المزيد
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد

تحية لعظمة المرأة الإماراتية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

هي وحدها دون الخلق، دون الجميع، تصنع الفرق حيثما كانت ووجدت، لا تؤمن بمنطق «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن»؛ لأنها عجنت من طين مقاوم لليأس وصانع حقيقي للشهقة البكر والنظرة البكر والحياة في أقوى تجلياتها.

فإن حاذى الجميع الألم وتحاشوه وتهيبوه وخاصموه تلفعت هي بصبرها، وخاضت الألم حتى نهاياته، صامتة كجبل وباذخة كبهاء قديسة.

إنها حين تنتمي برضا إلى الرجل، حين يكون أباً أو أخاً أو زوجاً، فإنها لا تعبر عن ضعف أو استسلام أو قبول بالدونية، لكنها تعبر عن إيمان حاسم بمنطق الشاعر القائل: «تجري الرياح كما تجري سفينتنا.. نحن الرياح ونحن البحر والسفن».

فما يضر البحر شهرة السفن ولا يضيره سطوة الريح، فالبحر سيد بلا منازع، يتمدد بعنفوان ساطع على كل جهات الأرض، كم تبدو عظيمة المرأة في كل تجلياتها وأدوارها: أماً، وأختاً، وابنة، وزوجة، وكم منحت ولا تزال هذه المرأة الرجل تلك السكينة التي ينشدها، والمحبة التي لا تتم حياته من دونها، وامتداد الحياة الذي تتمحور حياته فيه، وذلك المجد الذي لا يناله أحياناً إلا من خلالها حتى وإنْ غادرت الحياة، لذا يبدو غريباً جداً على القلب والأذن كل حديث عن إهانة المرأة، وتعنيف المرأة، واستغلال المرأة وتوظيف المرأة و«تشييئ» المرأة (جعلها شيئاً لا قيمة له)، فحق على من يفعل ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».

حينما يتم تكريم الموظفين والمتميزين والمتفوقين، فإن الأمر يبدو عادياً ومما ألفه الناس في هذا الزمان، ذلك أن لكل مجتهد نصيباً، وهو منطق إداري في التحفيز واستنهاض الهمم، لكن حينما تكرم نساء لسن من هذا النوع من مشاهير العمل والفن والأدب، ممن نعرفهن بأسمائهن ووجوههن، هؤلاء النساء اللواتي حفرن في ذاكرة الوطن ذاكرة لن تمحوها الأيام بما قدمن من خدمات ومواقف، فإن الإنسان يقف لهن احتراماً ويقف إعزازاً وفخراً بهذا الوطن الذي يكرم هؤلاء النساء ممن لن تظهر صورهن ولا ألوان ثيابهن يوماً على صفحات المجلات النسائية البراقة ولا على شاشات التلفزة اللامعة، هؤلاء صنف من النساء يطير القلب فرحاً بهن، ويطير الوطن إيماناً بوجودهن، ويمشي الرجال فخراً تحت أسمائهن.

في حفل توزيع جائزة أبوظبي التي منحت لأكثر الأشخاص استحقاقاً ممن رشحهم أفراد المجتمع لنيل الجائزة تقديراً لأدوارهم ومواقفهم وخدماتهم وأثرهم في المجتمع وفيمن حولهم، منحت إحدى الجوائز لسيدة لم نعرف من خلال الحفل سوى اسمها وما كانت تزاوله من خدمات جليلة لمن حولها، لكن الذي لفت الأنظار كان دعوة ابنها لتسلم الجائزة نيابة عن والدته، كان الابن فخوراً وسعيداً بالموقف وبالجائزة، خاصة نحن نتحدث عن مجتمع محافظ جداً وعقلية قبلية صرفة، تكونت لدينا عبر الزمن صورة نمطية متداولة في طريقة ودرجة تعاطيها مع المرأة، وعلو مكانتها وذكر اسمها على رؤوس الأشهاد، وأظن أن جزءاً كبيراً من تلك الصورة، إما أن يكون مغلوطاً أو مبالغاً فيه أو تغير عبر أزمنة التغيير وسنوات التنمية التي مر بها المجتمع في الإمارات.

أيتها المرأة العظيمة في الإمارات: أنت عظيمة على الدوام، ولولا عظمتك وعلو همتك ما احتملت ذلك النوع القاسي من الحياة في سنوات الكفاف قديماً، ولما صبرت وكافحت، وبإيمانك صنعت حياتك وحياة من حولك، مستنبتة من العدم خيوط ضياء وأمل وحياة، نسجت ثوب اليوم الذي نرفل فيه جميعاً بكامل بهائه.