يتحدث المدون على مواقع التواصل الإجتماعي شيزان قاسيم،عن تعرضه للسجن في مدينة دبي لعدة أشهر لأسباب مجهولة. 

ووفق قاسيم، فقد تم إعتقاله بعد أن أنتج هو ومجموعة من أصدقائه فيديو كوميدي و قامو بتحميله لموقع " اليوتيوب"الشهير، حيث تمت إدانتهم بتهم تتعلق بتهديد الأمن القومي ضمن قانون مكافحة جرائمتقنية المعلومات في الإمارات.

و لم يتم الإفراج عن الفريق المعتقل إلا قبل أيام معدودةمن مقابلة جمعت بين جون سوبل - المسؤول الرفيع في بي بي سي -  و حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمناقشةالأمر، و خلال اللقاء اعترف الشيخ محمد أن هناك أخطاء ارتكبت في التعامل مع هذهالقضية.

و في شهر مارس من العام الحالي، تقدم قاسم بطلب للحصولعلى توضيح لملابسات قضيته و طلباً للحصول على اقرار ببراءته من التهم التي وجهتله، لكنه لم يحصل على أي رد حتى الآن، على الرغم من توجيهه الرسالة مباشرة الىالشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات و تسليم السفارة الإماراتية في واشنطننسخة منها كذلك.

خلال فترة سجنه، قام أصدقاء السيد قاسم بعمل مقطع فيديويتضمن مناشدات لإطلاق سراحه من السجون الإماراتية، أمر جعل القضية تبدو أكثر كقضيةرأي عام في الولايات المتحدة، لكن، و في المقابل مع انتشار المعلومات عن سبب السجن" تهديد الأمن القومي الإماراتي " فإن قاسم يعاني حالياً من رفض أصحابالعمل توظيفه خاصة مع عدم حصوله على ما يفيد براءته من التهم التي وجهت إليه.

تضمن الفيلم الذي سماه أصدقاء قاسم " المضحك أوالميت" مناشدات لإطلاق سراحه من سبعة كوميديين رفيعي المستوى في الولاياتالمتحدة، يقول صديقه فيريل:" نحن هنا من اجل تقديم الدعم له و تحريره من سجنهالظالم."و جاء هذا الفيديو ضمن حملة أطلقها أصدقاء الصحفي قاسم بعداحتجازه  ل9 أشهر في سجون الإمارات.

و بحسب مصدر رفيع المستوى، فإن هذا الحادث لا يعد الأولفي الإمارات، إذ سبقته أحداث كثيرة مشابهة. ففي أحدى الحالات، تم اعتقال رجل بموجبقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الإماراتي بعد أن قام بتحميل فيديو لموقع" اليوتيوب" تضمن في مشاهد لضرب سائق شاحنة هندي في أحد مناطق دبي، واجهمصور الفيديو تهماً تتعلق بتهديد أمن الإمارات القومي و حكم عليه بالسجن لمدةمضاعفة عن تلك التي يأخذها مواطن إماراتي ارتكب نفس التهمة.

و في حالة أخرى، تعرض أمريكي آخر للسجن بعد أن حدث خلافبينه و بين مسؤوله الإماراتي في العمل حول الإجازات المرضية، و وجهت له تهمةالتشهير بصاحب العمل من خلال تعليقه على الخلاف الدائر بينهما على مواقع التواصلالإجتماعي.

و في كلا الحالتين، تم اسقاط جميع التهم في نهايةالمطاف، لكن بعد أن قضى كلا المتهمين فترة في السجن.

لكن ذلك لم يحدث مع السيد قاسم، فقد تم ترحيله مباشرةإلى الولايات المتحدة بعد الإفراج عنه مطلع العام الماضي، و منذ ذلك الحين لميتحدث قاسم لأي وسيلة إعلام حول قضيته في الإمارات.

يقول قاسم عن ظروف سجنه:" لقد كانت ظروف السجن قاسيةجداً، كنا حوالى 130 سجيناً في سجن لا يحتوي إلا على 3 مراحيض مهترئة و متسخة، لميكن علي من السهل أن أتأقلم مع هذه المعاملة السيئة، خاصة أني قدمت روحي لهذهالمدينة."

أما بالنسبة للأسرة، فإن التأثير كان ضخماً، حيث قضتالعائلة معظم حياتها للعمل في دبي، و رغم ذلك فإن تكاليف الدفاع عن ابنهم كلفتهمأكثر بكثير مما كانوا يدخرونه. تقول والدة جان :" أعاني من الأرق بشكل مستمرمنذ أن تم احتجازهو أشعر بالخوف كل ليلة و أتوجه إلى غرفته لإتأكد من وجودهمعنا."

الملاحقة القانونية

حاول السيد قاسم منذ عودته الى الولايات المتحدة وضع كلالصعوبات التي واجهها وراء ظهره، إلا أنه ما زال يواجه مشكلة تتمثل في رفض أرباب العملتشغيله لعدم امتلاكه ما يثبت براءته من التهم التي وجهت إليه في الإمارات، يقولمحاميه أن هناك شك حول ما إذا كانت الإجراءات القانونية التي اتبعت في قضية السيدقاسم صحيحة.

من جهتها رفضت هيئة الإدعاء، التي مثلت في محكمة السيدقاسم بالإمارات، رفضت التعليق على صحة الإجراءات من عدمها، و تبرر محامية السيدقاسم الامريكية، سوزان بيرنز، مخاوف هيئة الادعاء من التعليق لأن موكلها لم يتمكنمن الحصول على محام و أجبر على التوقيع على إفادة مكتوبة باللغة العربية لم يتمكنمن فهم محتواها، لذلك فإن الاعتراف المأخوذ منه يعد اعترافاً كاذباً.

قاسم يطلب إعتذاراً ملكياً و تعويض

في كانون الثاني الماضي، و خلال لقائه المسؤول الرفيع فيالبي بي سي جون سوبل، إعترف الشيخ محمد بن زايد بوجود أخطاء في قضية السيد قاسم. وخلال المقابلة، قال السيد جون :" قال الطفل في اشارة الى السيد قاسم :"أنا لم أرتكب أي خطأ، لا أملك أدنى فكرة عن طبيعة الجريمة التي أتهم  بها، لم أمتلك فكرة عن المدة التي يتوجب عليقضاؤها في الحبس، في الواقع لم يخبرني أحد عن تهمتي إلا بعد أن قضيت 5 أشهر فيالحجز، هل هذه دولة حديثة، هل هذه دولة قانون، هذا مرض."

رد الشيخ محمد على المسؤول في قناة بي بي سي:" لا،نحن نحاول احداث تغيير، نحن لا ندعي الكمال، و نستمر في محاولاتنا لتغيير أي شيءأو خطاً نراه."

توقع قاسم ان يحصل على الإعتذار الملكي  و توضيحاً للحالة التي تعرض لها بحلول عيد الفطرالسعيد، موسم صدور العفو من العائلة الحاكمة في الإمارات، إلا إنه لم يحصل على أيرد، و في وقت سابق من هذا الأسبوع تمكنت بي بي سي من الوصول الى الشيخ محمد عنطريق عدة قنوات من أجل الحصول على العفو الخاص بقاسم، إلا أنه لم يصدر أي رد رسميمنهم حتى الآن.