كشف مصدر فلسطيني رفيع المستوى ومقرب من النائب محمد حلان، عن وساطة قام بها دحلان بين مصر وأثيوبيا في إبرام اتفاق تشييد مشروع سد النهضة على نهر النيل العام الماضي.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة " نبأ " ، اليوم الأربعاء، :"إن دحلان قام بالتوسط لدي رئيس وزراء أثيوبيا هيلي مريم ديسيلين والرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء توليه وزارة الدفاع المصرية بخصوص هذا الملف".
ونوه المصدر إلى أن دحلان اتفق مع رئيس الوزراء الأثيوبي ديسيلين على العديد من مجمل النقاط، وأهمها ملف سد النهضة وعودة العلاقات الطيبة بين مصر وأثيوبيا.
وذكر المصدر أن عودة العلاقات بين مصر وأثيوبيا كان لها أثر كبير وبارز خاصة أن وفد رفيع المستوى ممثل بوزير الخارجية الأثيوبي حضر إلى مصر مؤخرا .
وحول كواليس الاتفاق أوضح المصدر، أن رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريم ديسيلين دعا دحلان للتوسط في المحادثات بناء على طلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكان قادة الدول الإفريقية الثلاث اجتمعوا في العاصمة السودانية الخرطوم، الشهر الماضي، للتوقيع على وثيقة اتفاق مبدئي حول آلية تشغيل سد النهضة الإثيوبي، بعدما أثارت القاهرة مخاوف من إضرار هذا المشروع بإمدادات مياه النيل الحيوية ، وجاء الاتفاق تتويجا لعام من المفاوضات والاجتماعات في أبو ظبي وأديس أبابا والقاهرة.
فيما كشف المصدر بانه لم يكن أحد على علم بمشاركة دحلان في المحادثات السرية سوى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتابع المصدر قائلا: "دعانا رئيس الوزراء الإثيوبي للمحادثات، وكنا حريصين على تقديم المساعدة، فقد وضعنا الأساس لاتفاق بين الدول الثلاث بناء على طلب من الرئيس السيسي".
وتنص الاتفاقية، التي وصفها الرئيس السوداني عمر البشير بأنها "تاريخية"، على "الاستخدام العادل للمياه، وعدم الإضرار بمصالح الدول الأخرى باستخدام المياه"، ومن المقرر الانتهاء من تشييد المشروع في عام 2017، والهدف منه توليد 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء لإثيوبيا.
يذكر أن القيادي الفلسطيني والنائب في المجلس التشريعي محمد دحلان يتمتع بعلاقات دولية وإقليمية قوية تمكنه من لعب دور مركزي في كثير من القضايا الإقليمية بدعم شخصيات إماراتية، وذلك بسبب قربه من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث ذكر دحلان في أكثر من مناسبة أنه ورث كثير من هذه العلاقات بسبب قربه من عرفات والثقة التي منحه إياها.
إضافة إلى إمكانياته وشخصيته القيادية التي فرضت وجودها على الرغم من محاولات إقصاء الرئيس محمود عباس بحقه وبحق الفتحاويين المحسوبين عليه. ومؤخرا أفلت دحلان من قضايا فساد بعد رفض محكمة فلسطينية محاكمته بسبب "حصانته الدبلوماسية" كونه عضو المجلس التشريعي الفلسطيني.