أظهرت دراسة علمية حديثة، أن كثرة استخدام الهواتف الذكية يعيد تشكيل بعض المناطق في مخ الإنسان.
وأفاد باحثون سويسريون أنهم اكتشفوا أن استخدام أجهزة الهاتف الذكية بكثرة يؤثر سلبا على المناطق المسؤولة عن أصابع الإبهام والسبابة والوسطى في القشرة الدماغية، وأن استجابة هذه المناطق في المخ لاستخدام الهواتف الذكية أكثر حساسية من استجابة المناطق الأخرى.
ورأى الباحثون في دراستهم التي نشرتها مجلة "كارانت بايولوجي"، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء (23|12)، أن ذلك يبين مدى استجابة المخ للمتطلبات اليومية للإنسان، ومن المعروف أن هذه القشرة الدماغية تتلقى المشاعر الجسدية.
وأراد الباحثون من خلال دراستهم معرفة مدى تأثير كثرة استخدام شاشات اللمس الخاصة بالأجهزة الذكية على هذا الجزء من المخ وهو أمر تسهل دراسته بدقة نسبيا لأن هذه الأجهزة تساعد كثيرا في تتبع سلوك مستخدميها ، "حيث توفر لنا الهواتف الذكية فرصة فهم مدى تأثير الحياة العادية على تشكيل مخ الإنسان" حسبما جاء في بيان للمشرف على الدراسة بجامعة زيوريخ.
قام الباحثون بدراسة هذا التأثير لدى 37 شخصا من مستخدمي اليد اليمنى و26 من مستخدمي اليد اليسرى في التعامل مع هذه الهواتف الذكية بالإضافة إلى 11 مستخدما لأجهزة هاتف جوال قديمة.
استخدم الباحثون جهاز تخطيط موجات الدماغ لقياس نشاط قشرة المخ عندما يتم لمس أصابع الإبهام والسبابة والوسطى بشكل سريع، إذ تبين لهم من خلال ذلك أن رد فعل القشرة الدماغية لدى مستخدمي أجهزة الهاتف الذكي أقوى بشكل واضح منه لدى غيرهم خاصة بالنسبة لتأثير هذه الأجهزة على منطقة المخ المختصة بالإبهام، الأمر الذي يثبت مقدار التغير الذي تحدثه تلك الأجهزة التي نستخدمها في حياتنا اليومية على مناطق المخ.