أعلنت "تل أبيب"، الجمعة، التوصل إلى اتفاق عبر وساطة قطرية، يسمح بإدخال الأدوية للأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.
وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، إنه وبتوجيه من بنيامين نتنياهو قاد رئيس "الموساد" دافيد برنياع، مبادرة بالتنسيق مع قطر لتسهيل إيصال الأدوية إلى الأسرى الذين تحتجزهم حماس في غزة.
وأشار مكتب نتنياهو إلى أنه سيتم القيام بذلك في إطار منظومة المساعدات الإنسانية التي تقدمها "إسرائيل" لقطاع غزة، مؤكداً أنه سيتم تقديم الأدوية خلال الأيام القليلة القادمة.
وأفادت وسائل إعلام، بأن قطر تجري محادثات مع حركة "حماس" من أجل إدخال الأدوية الضرورية للمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وأسرت المقاومة خلال هجوم "طوفان الأقصى"، يوم 7 أكتوبر الماضي، قرابة 250 شخصاً، لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، وفق جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حين تقول "كتائب القسام" إن هؤلاء قد يتعرضون للموت بسبب انعدام الأدوية، أو للقتل بسبب القصف الإسرائيلي.
وأكد مسؤول مطلع على المحادثات تحدث للصحيفة الأمريكية شريطة عدم الكشف عن هويته، أن المفاوضين ناقشوا أنواع الأدوية المطلوبة وكمياتها وكيفية توصيلها، مشيراً إلى أن المناقشات جارية مع المنظمات الدولية التي يمكن أن تساعد في إنجاز العملية.
وأشارت وسائل إعلام إلى أن أقارب الرهائن أثاروا الحاجة إلى الأدوية خلال اجتماع مع رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة، حسبما ذكر دانييل ليفشيتز، حفيد عوديد ليفشيتز (83 عاماً)، المحتجز في غزة.
وقال ليفشيتز إنه يشعر بالقلق على صحة جده؛ نظراً إلى أنه ظل في الأسر منذ ما يقرب من 100 يوم، ولا يستطيع عديد من الرهائن المسنين والمرضى الحصول على أدويتهم اليومية.
ونجحت دولة قطر في التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة بين جيش الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 22 نوفمبر الماضي، تخللها الإفراج عن قرابة 150 أسيراً فلسطينياً بينهم أطفال ونساء، مقابل الإفراج عن 50 من الأسرى الإسرائيليين.
يأتي ذلك في وقتٍ تعاني فيه المراكز الصحية التي نجت من القصف الإسرائيلي بغزة، من نقص حادٍ في الإمدادات الطبية، حيث سمح الاحتلال بدخول شاحنات محدودة محملة بالأدوية إلى القطاع، غير أن مسؤولي الأمم المتحدة يقولون إن تلك الإمدادات فشلت في تلبية احتياجات السكان.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الجمعة 23 ألفاً و708 شهداء و60 ألفاً و5 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.