قررت هيئة الشارقة للكتاب وجمعية الناشرين الإماراتيين اليوم السبت، الانسحاب من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، على خلفية انحياز منظمي المعرض إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في التصعيد على قطاع غزة، وإلغائهم جائزة كانت مقررة لمؤلفة فلسطينية.

وأمس الجمعة، أعلن منظمو معرض فرانكفورت للكتاب، تضامنهم الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وبالمقابل ألغى حفل توزيع جائزة الروائية الفلسطينية -المقيمة في برلين- عدنية شبلي، التي كان من المقرر أن تمنحها الجمعية الأدبية الألمانية "ليتبروم" في المعرض يوم الجمعة المقبل، عن روايتها "تفصيل ثانوي" (2017) التي تحكي قصة اغتصاب وقتل فتاة بدوية فلسطينية عام 1949 على يد جنود إسرائيليين.

وقالت هيئة الشارقة للكتاب في بيان: "بناءً على البيان الأخير الصادر عن منظمي معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، قررنا إلغاء مشاركتنا هذا العام".

وأكدت الهيئة أن "الثقافة والكتب تقف دائمًا مساندة لتعزيز الحوار والتفاهم بين المجتمعات! ونؤمن أن هذا الدور أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وفي منشور على "لينكد ان"، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، التي تشغل منصب رئيسة جمعية الناشرين الإماراتيين وهيئة الشارقة للكتاب: "أنا أؤمن بشدة بالحقوق الأساسية للمدنيين في جميع أنحاء العالم في العيش بأمان، بعيدًا عن مخاطر النزاعات المسلحة. في أوقات الأزمات والصراعات إنني أدافع بقوة عن الدور الذي تلعبه الكتب والثقافة والمؤلفون ومعارض الكتب والمثقفون والفنانون في تعزيز الوحدة، وتهدئة التوترات، وإسماع الأصوات المتنوعة. ومن خلال القيام بذلك، يصبح بوسعنا تحسين آفاق السلام والوئام".

وكان يورغن بوس، مدير معرض فرانكفورت للكتاب قد تحدث بانحياز صارخ للرواية الإسرائيلية وقال "إن حرب الإرهاب ضد إسرائيل تتناقض مع جميع قيم معرض فرانكفورت للكتاب. يدور معرض فرانكفورت للكتاب دائما حول الإنسانية، مع التركيز على الخطاب السلمي والديمقراطي. لقد تحطمت هذه الإنسانية مرة أخرى بسبب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل".

وأعلن مدير المعرض عدم إمكانية إقامة الحفلات الموسيقية بالمعرض وأضاف "سنعطي الأصوات اليهودية والإسرائيلية مساحة أكبر بشكل خاص في معرض الكتاب" وأعلن عن فعاليات فنية وأدبية تضامنية مع الاحتلال الإسرائيلي، إضافة لمشاركة نادي القلم في برلين في تنظيم حدث بمسرح المعرض بعنوان "بدافع القلق على إسرائيل".

ولم يذكر مدير المعرض شيئا عما إذا كان سيتم إفساح المجال لأي أصوات فلسطينية. بالمقابل، لا تشهد فعاليات المعرض المصاحبة أي مشاركة من أدباء أو كتاب أو مفكرين فلسطينيين.

من جانبه أعلن اتحاد الناشرين العرب انسحابه من المشاركة بالمعرض، وقال في بيان "في ضوء موقف معرض فرانكفورت الدولي للكتاب المنحاز وغير العادل تجاه الأحداث المأساوية التي تشهدها المنطقة، والتصريحات الصادرة في هذا الشأن، فقد قرر اتحاد الناشرين العرب سحب مشاركته في المعرض".

كما أعلنت "دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع" الانسحاب من المعرض لذات السبب، معربة عن أسفها بهذا التوجه الخطير الذي ينحى بالثقافة نحو عمل لا إنساني يعارض الهدف الإنساني الذي تسعى إليه الآداب الإنسانية.

يشار إلى أن القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أدى إلى استشهاد أكثر من 2215 فلسطينياً وإصابة أكثر من 8700 غالبيتهم من النساء والأطفال.