قالت منظمة العفو الدولية اليوم السبت، إنه يجب على المسؤولين السعوديين إلغاء الإدانة وحكم الإعدام الصادرين عن المحكمة الجزائية المتخصصة ضد المدرس المتقاعد محمد بن ناصر الغامدي، البالغ من العمر 54 عامًا، لمجرد ممارسته نشاطه السلمي على الإنترنت باستخدام تطبيقَي تويتر ويوتيوب والإفراج الفوري عنه.
وذكرت المنظمة في بيان لها، أن حكم الإعدام الصادر الغامدي، الذي يملك ما مجموعه 10 متابعين على حسابيه على تويتر وتهمته فقط لمجرد التعبير عن آرائه على وسائل التواصل الاجتماعي، مثيران للسخرية.
وقال فيليب لوثر، مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: "لقد أنفقت السلطات السعودية مليارات الدولارات في محاولة لتلميع صورتها، ولكن لا يمكن لأي مبلغ من المال تغطية مدى القمع التي انحدرت إليه البلاد. إنَّ حكم الإعدام الصادر بحق محمد بن ناصر الغامدي، الذي يملك ما مجموعه 10 متابعين على حسابيه على تويتر وتهمته فقط لمجرد التعبير عن آرائه على وسائل التواصل الاجتماعي، مثير للسخرية. إنه تصعيد ملحوظ في حملة القمع التي تشنها المملكة على أي شكل من أشكال المعارضة".
وأضاف لوثر: "ومن المستحيل تصديق أن السلطات السعودية مهتمة حقًا بالإصلاح في الوقت الذي تواصل فيه إعدام الأشخاص في انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك إعدام الأحداث الجانحين والأشخاص المدانين بعد محاكمات صورية لمجرد معارضتهم الحكومة".
استنادًا إلى الحكم الصادر بحق محمد بن ناصر الغامدي، الذي اطلعت عليه منظمة العفو الدولية، أدين الغامدي بموجب المواد 30, 34, 43, 44 بموجب قانون مكافحة الإرهاب السعودي. وتشمل جرائمه المزعومة "خلع البيعة لولاة الأمر"؛ "تأييد فكر وكيان إرهابي" (الإخوان المسلمين)؛ "استخدام حساباته على تويتر ويوتيوب لمتابعة وتأييد الأفراد الذين يسعون إلى زعزعة النظام العام"؛ و"التعاطف مع موقوفين في قضايا إرهابية".
كما استشهدت لائحة الاتهام بعدة تغريدات أدين الغامدي على أساسها، بما في ذلك منشورات انتقد فيها الملك وولي العهد والسياسة الخارجية السعودية، ودعا إلى الإفراج عن رجال دين محتجزين، واحتج على زيادة الأسعار. ولم يتهم بارتكاب أي جريمة عنيفة.
ويعتقد الدكتور سعيد بن محمد الغامدي، أن حكم الإعدام الصادر بحق شقيقه كان انتقامًا لنشاطه.
وقال لمنظمة العفو الدولية: "طلبت مني السلطات السعودية عدة مرات العودة إلى البلاد، لكنني رفضت ذلك. من المحتمل جدًا أن يكون حكم الإعدام هذا ضد أخي انتقامًا مني على نشاطي. وإلا لما كانت التهم الموجهة إليه ستحمل مثل هذه العقوبة القاسية".
وقال أيضًا إن المحققين سألوا محمد بن ناصر الغامدي أثناء الاستجواب عن آرائه السياسية وآرائه بشأن مواطنين سعوديين محتجزين، بمن فيهم الشيخان سلمان العودة وعوض القرني، وكلاهما احتجزا في 2017 ويواجهان عقوبة الإعدام بسبب آرائهما السياسية.
وشددت العفو الدولية على أنه يجب على السلطات السعودية إلغاء عقوبة الإعدام في جميع الحالات من دون استثناء بغض النظر عن طبيعة الجريمة أو خصائص الجاني أو الطريقة التي تستخدمها الدولة لإعدام السجين.
واعتقلت قوات أمن الدولة الغامدي في 11 يونيو 2022 بينما كان يجلس مع زوجته وأطفاله أمام منزلهم في حي النوارية في مدينة مكة. وقال سعيد الغامدي إن شقيقه محمد احتجز في الحبس الانفرادي في سجن ذهبان بالقرب من جدة لمدة أربعة أشهر، لم يُسمح له خلالها بالاتصال بعائلته أو الحصول على محامٍ. لم يسمح لمحمد بالاتصال بأسرته إلا عندما نُقل إلى سجن الحائر في الرياض، بعد حوالي أربعة أشهر من اعتقاله، على حد قول شقيقه.