نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولَين أميركيين مطلعين أن البيت الأبيض يريد تكثيف الجهود الدبلوماسية لدفع السعودية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل نهاية العام الجاري وانشغال الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالانتخابات الرئاسية 2024.
وأشار الموقع الأميركي في تقرير له يوم الأربعاء، إلى أن اتفاقية كهذه يمكن أن تمثل اختراقا تاريخيا في عملية السلام في الشرق الأوسط، من شأنه دفع مزيد من الدول العربية والأغلبية المسلمة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإعادة العلاقات الأميركية السعودية إلى مسارها الصحيح.
ووفقا لـ"أكسيوس"، فقد لا تحظى مثل هذه الصفقة بشعبية بين الديمقراطيين وقد تكلف بايدن الكثير من رأس المال السياسي.
وتراجع العلاقات الأميركية-السعودية، بحسب "أكسيوس"، سببه تعهد بايدن في السابق بجعل السعودية "منبوذة" بسبب سجلها في حقوق الإنسان وتورطها في مقتل كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست"، جمال خاشقجي في 2018، وبعد أن قالت المخابرات الأميركية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مسؤول عن مقتل خاشقجي، وهو ادعاء نفته السعودية مرارا.
وقال البيت الأبيض، في 8 مايو، إن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، التقى بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارة للمملكة الأحد واستعرض ما وصفه البيت الأبيض بأنه "تقدم كبير" في جهود السلام في اليمن.
وجاء اجتماع سوليفان، بحسب وكالة "فرانس برس"، بعد فترة تضررت فيها العلاقات الأميركية-السعودية بسبب تخفيضات إنتاج النفط من جانب مجموعة أوبك+، التي تقودها السعودية، وخلافات حول مقتل خاشقجي.
وقال بيان البيت الأبيض "استعرض (سوليفان) التقدم الكبير في المحادثات الرامية لتعزيز الهدنة المستمرة منذ 15 شهرا في اليمن، ورحب بالجهود الجارية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، بالإضافة إلى تناول مجموعة أخرى من القضايا".
وأضاف البيان أن سوليفان، كبير مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الأمن القومي، شكر أيضا ولي العهد على دعم السعودية للمواطنين الأميركيين في أثناء الإجلاء من السودان.
وذكر موقع "أكسيوس"، في 8 مايو، إن مستشاري البيت الأبيض، بريت ماكغورك وآموس هوكستين، أطلعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على المحادثات التي أجراها سوليفان، مؤخرا مع ولي العهد السعودي.
ووفقا للموقع فإن سوليفان قال إن التوصل إلى اتفاق تطبيع كامل بين الكيان الصهويني والسعودية يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.
ويأتي تطبيع العلاقات مع السعودية على رأس الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها نتانياهو، بحسب وكالة "رويترز"، التي نقلت عن نتانياهو قوله، في أبريل الماضي، إن التطبيع مع الرياض سيكون "خطوة عملاقة" على طريق إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
وقبل زيارة سوليفان للسعودية، قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي، في 5 مايو، إن إسرائيل تأمل تحقيق انفراجة في محاولاتها لتطبيع العلاقات مع السعودية.
ونقل "أكسيوس" عن مسؤولون أميركيون قولهم إن إحدى أكبر العقبات التي تحول دون الحصول على صفقة واسعة النطاق بين المملكة وإسرائيل تتعلق بالطلب السعودي لتعاون العسكري مع الولايات المتحدة والوصول إلى أنظمة الأسلحة الأميركية المتطورة، فضلا عن الحصول على دعم أميركي لبرنامج نووي سعودي يتضمن تخصيب اليورانيوم.
ولا تعترف السعودية بالكيان الصهيوني، كما لم تنضم لمعاهدة إبراهيم التي تم بموجبها تطبيع علاقات الاحتلال مع الإمارات والبحرين في صيف العام 2020 بوساطة أميركية.